كتاب الغصن الذهبي تأليف جيمس جورج فريزر ..يعالج كتاب الغصن الذهبي عددا من المفاهيم الراسخة في ثقافات كثير من الشعوب البدائية ويقارن فيما بينها وبالأخص تلك التي تتعلق بالسحر والشعوذة. فهو يبحث في مفهوم السحر عند تلك الشعوب وعلاقته بكثير من المعتقدات الخرافية التي تؤمن بها. ويبين الكتاب دور الساحر في المجتمعات البدائية وادعائه القدرة على السيطرة على قوى الطبيعة مثل المطر والشمس والمحاصيل الزراعية. فالناس الذين يقفون عاجزين أمام قوى الطبيعة الخارقة يبحثون عن قوة أخرى تستطيع التحكم بها، لذلك يضعون ثقتهم في الساحر الذي يدعي امتلاك مثل هذه القوة. وفي بعض المجتمعات ربما يرتقي الساحر السلم الاجتماعي في قبيلته حتى يصبح الملك، وبذلك تجتمع لديه السلطة الدينية والسلطة الاجتماعية في آن معا. ويوضح الكتاب أن مفهوم الآلهة عند الشعوب البدائية يختلف عنه في الديانات السماوية. فالآلهة عند تلك الشعوب هي من البشر، فهي تولد وتكبر وتعشق وتتزوج ويخاصم بعضها بعضا، وتقاتل وتموت، لكنها تتمتع بقوى خارقة للطبيعة غير متاحة للبشر العاديين.
ويبين الكتاب أن كثيرا من الشعوب البدائية تؤمن بتجسد الآلهة في الشجر، لذلك تراهم يقدسون أشجارا بعينها ويتباركون بها اعتقادا منهم أن روح الإله موجودة في هذه الشجرة أو تلك. وهكذا تمارس كثير من الشعوب البدائية عبادة الشجر. ثم ينتقل الكاتب إلى شرح مفهوم نقل الآثام والشرور من شخص إلى آخر، مبينا أن هذه العادة موجودة عند كثير من الشعوب البدائية التي قد تختار شخصا بعينه ليكون قربانا يقبل أن يحمل أوزار القبيلة فيقتلونه أو ينفونه ظنا منهم أنه يخلصهم منها.
وفي الكتاب أيضا وصف لأعياد النار التي يحتفل بها الكثيرون في كافة أنحاء العالم وبالأخص في أوروبا. ويقول الكاتب إن هذه الأعياد تقليد لحركة الشمس الظاهرية في السماء، كما يبين المعتقدات التي تصحب إشعال النيران في تلك الاحتفالات لاسيما التي تتعلق بالزواج والذرية ووفرة المحاصيل ويقول إن لهذه العادة القديمة علاقة بعادة إحراق الساحرات التي كانت شائعة في قديم الزمان..
وأخيرا يقول الكاتب إن لدى بعض الشعوب البدائية اعتقادا أن الروح قد تخرج من الجسد إلى أماكن أخرى ثم تعود إليه ثانية. ويروي العديد من القصص التي يحتفظ فيها بعض السحرة والملوك بأرواحهم في أماكن بعيدة لا يطالها أحد تجنبا للموت. لكنه في كل مرة يتمكن أحد الأبطال من اكتشاف موقع تلك الروح وقتلها وبذلك يقتل الساحر معها.