كتاب الفقيه الفضائي بقلم عيد الله الغذامي..ينطلق الغذامي فيما بحثه هذا التحول الذي يمكن اعتباره (منبشاشي) من باب الاختلاف العريض مع باب الاجتهاد المفروض على الكل، مما يجعل الثقافة الفقهية نشاطا معرفيا حيويا وتفاعليا، حتى لا يبقى مجال للخوف ولا آخر لسد الذرائع، مما يفترض فتح الذرائع لا سدها مبدأ جوهريا في مشروع الفقيه الفضائي، بوصفها قضايا جوهرية في المبحث الفقهي العصري، والتي لا تحصر الفقه في تصورات بدائية كطلب التسهيل، أو فرض الأحوط، أو تقليد الموثوق به،
لتجعل الفقه خطابا ثقافيا ومعرفيا اجتهاديا واختلافيا ووسائليا، الأمر الذي يضع معنى تؤسس له تصورات وسلوكيات الفقيه الفضائي..وهو ما يجعل هذا المنظور مرتكزا تدور فيه مباحث الكتاب.
يصف إصدار الغذامي المدونة الفقهية، بأنها مدونة في الرأي والاختلاف والتغيير، حسب تغير الأزمنة، واختلاف الأمكنة، وتباين الأحوال، إلى جانب النيات والعوائد..متخذا من أقوال الأئمة في مختلف العصور في هذا السياق، ما تتأكد به ظرفية وثقافية الخطاب الفقهي، الأمر الذي يجعل من الاجتهاد شرطا معرفيا على الكل، العامي مثل الفقيه..مستشهدا في هذا الجانب بقول الإمام الشاطبي، بوجوب الاجتهاد على العامي مثلما هو واجب على الفقيه العالم، وذلك لأن آراء الفقهاء بالنسبة إلى العوام، بمثابة الأدلة بالنسبة إلى الفقيه.
نحن نعمل على تصفية المحتوى من أجل
توفير الكتب بشكل أكثر قانونية ودقة لذلك هذا الكتاب غير متوفر حاليا حفاظا على حقوق
المؤلف ودار النشر.