كتاب الفن والغرابة: مقدمة فى تجليات الغريب فى الفن والحياة بقلم شاكر عبد الحميد هكذاوجد "دانتى"نفسه، فى منتصف طريق حياته، كما قال، فى غابة مظلمة، وكلنا قد يجد نفسه، هكذا، فى لحظة أو فترة من حياته فى مثل تلك الغابة المظلمة، كلنا قد يطارد أشباحا وأوهاما فلا يجد سوى العتمة تحدق به، وسوى السراب يخايله ويخاتله، كلنا قد يطارد أشباحه
الخاصة، ما يفتقده، ما لا يجده، وما يشعر به، كذلك، على أنه موجود فى العالم، ويمكن الوصول إليه يوما ما، نحن المطاردين للأشباح لا نستطيع أن نتوقف أبدا عن هذه المطاردة، هنا أحلامنا المبهجة ومخاوف كوابيسنا المعتمة، وقد يدخلها بعضنا فى بداية هذا الطريق، أو فى منتصفه، أو عند نهايته، ومن ثم تتشكل صلته الخاصة بعالم الأشباح، بأشباح خياله وأحلامه ورؤاه، بالتصورات والأفكار والمبادئ التى يسعى وراءها، بكل تلك الجوانب الدافعة والمواحهة له فى حياته.