كتاب القاضي العمراني رمز التجديد والوسطية في العصر الحديث

تأليف : محمد مصطفى العمراني

النوعية : الترجمة ومعاجم

كتاب القاضي العمراني رمز التجديد والوسطية في العصر الحديث  بقلم محمد مصطفى العمراني....هذا الكتاب بدأ المؤلف كتابه بالحديث عن أسباب تأليفه لهذا الكتاب الذي يوثق سيرة وجهود القاضي محمد بن اسماعيل العمراني ـ رحمة الله تغشاه ـ وجوانب فرادة وتميز شخصية القاضي العمراني عن غيره من علماء اليمن وجهوده الكبيرة واجتهاداته . بدأ المؤلف كتابه بالتعريف بالعلامة  العمراني وترجمته كما رواه العلامة الراحل للمؤلف كما قدم ترجمة مختصرة لأولاده وتحدث عن البداية العلمية للعلامة العمراني ـ رحمة الله تغشاه ـ وأسباب عدم رحلته في طلب العلم إلى أي منطقة خارج صنعاء ، وكيف انتقل من التعليم وطلب العلم إلى التدريس، وعن أسلوبه المتميز في التدريس وكل هذا مما رواه القاضي العمراني ـ رحمة الله تغشاه ـ بنفسه في مقابلات عديدة وأحاديث متفرقة موثقة. كما تناول الكتاب الذي تفرد بأسلوب رائع ولغة جميلة وسرد سلس رؤية القاضي العمراني لمرحلة التحصيل وطلب العلم ومرحلة التدريس وأسباب قلة مؤلفات شيخنا العمراني وأبرز هذه الأسباب من وجهة نظر المؤلف : أنه جعل التدريس والفتوى ونشر العلم الشرعي أولوية لديه عما سواها وكذلك لتواضعه الجم وخوفه من الريا والسمعة وبعده عن حب الظهور وغيرها من الأسباب . ثم أورد المؤلف أسلوب القاضي العمراني في التعامل مع المتعصبين وكيف واجه التعصب من العوام ومن بعض المحسوبين على النخبة وما تعرض له من قصص ومواقف أيام الأئمة وبعض ما تعرض له العلماء والقضاة من بيت العمراني من إقصاء وتنكيل ونهب للمكتبات التابعة لهم، ورسوخ قدم هذه الأسرة المباركة في مجال العلم والقضاء . ثم تحدث المؤلف بتوسع عن جهود القاضي العمراني ـ رحمة الله تغشاه ـ في مجال الفتوى والمنهجية التي يتبعها في الفتوى، وأورد أول فتوى له ، وتحدث عن دلالاتها ، ثم تحدث بتوسع كبير عن جهود القاضي العمراني ـ رحمة الله تغشاه ـ في مجال علم الحديث النبوي فالقاضي العمراني فقيه محدث جمع بين الفقه والحديث، وجهود القاضي العمراني في التنبيه على الأحاديث الموضوعة والتحذير منها، وكيف بين العلامة العمراني وتحدث عن كتب الأحاديث الموضوعة والضعيفة، وكيفية التعامل مع الأحاديث النبوية إذا تعارضت وكيفية الجمع بين الحديثين المتعارضين وغيرها من جهوده واجتهاداته ورؤاه في علم الحديث وأورد نماذج لما قاله الشيخ عن هذا الأمر . كما تحدث المؤلف في كتابه عن أسلوب العلامة العمراني في الجمع بين الأحاديث بالتاريخ والصلة بالقصة ، ومتى كان العلامة الراحل يرجع لترجيح حديث على آخر ، و متى يتوقف عن ترجيح حديث على آخر. كما تطرق في الكتاب لدراسة لباحث مصري عن جهود شيخنا العمراني في مجال علم الحديث وخلاصات هامة مما كتبه كبار تلاميذه عن جهوده في هذا المجال . ثم انتقل المؤلف بعد ذلك إلى جهود العلامة العمراني ـ رحمة الله تغشاه ـ في مجال الاجتهاد ونبذ التعصب والتحرر من ربقة التقليد واتباع الدليل والترجيح والاختيار، وشرح بتوسع طريقته في التعامل مع المتعصبين مما تحدث به هو ، ووضحت عقيدة القاضي العمراني ومذهبه لمن لا يزال يجهل هذه الأمور . ولأن القاضي العمراني ـ رحمة الله تغشاه ـ كان موسوعة معرفية متكاملة فقد كتب المؤلف بتوسع عن سعة علمه في مجال التاريخ وأورد نماذج من كتاباته التاريخية ونماذج للمعلومات والقصص التاريخية التي تفرد بها ورواها دون غيره وكيف كان ينظر لعلم التاريخ وأهميته لديه . كما تضمن الكتاب رؤية القاضي العمراني ـ رحمة الله تغشاه ـ لعهد الأئمة وما حدث له من قصص التحريض عليه من قبل قاسم العزي، ومن الأمير الحسن شقيق الإمام أحمد الذي كان يكرهه بشدة، وأورد قصة الوشاية به بسبب تدريسه كتب السنة وقصة سجنه ومعلومات لم تنشر في هذا المجال، وقصة سفره إلى تعز ولقائه بالإمام، وبقائه هناك لفترة، ثم عودته إلى صنعاء في الطائرة، وما حدث له خلال تلك الرحلة، وما حدث له في مجلس الإمام بتعز. ولأن القاضي العمراني شاهد على فترة هامة من حكم الأئمة فقد نقل المؤلف عنه ـ في مقابلة أجراها معه ـ رؤيته لعهد الأئمة، وأورد بعض جوانب معاناته بسبب دفاعه عن الصحابة والعلماء، وبعض قصص معاناته بسبب المتعصبين من العوام وغيرهم، وقصص تنكيل الأئمة ببعض العلماء والفقهاء، وغدرهم ببعض الشخصيات بكل دقة وإنصاف . وتحدثت بتوسع عن جهود القاضي العمراني في التعريف بعلماء اليمن المجتهدين الكبار أمثال: العلامة محمد بن ابراهيم الوزير، والعلامة محمد بن إسماعيل الأمير الصنعاني, والعلامة الشيخ صالح المقبلي صاحب كتاب " العلم الشامخ في إيثار الحق على الآباء والمشايخ " وما كتبه القاضي العمراني عن هذا الكتاب، وعن قصة العلامة المقبلي مع المتعصبين في صنعاء ورحلته إلى مكة وقصته مع ابنته زينب، وعن العلامة الحسن الجلال، والعلامة نشوان بن سعيد الحميري، والعلامة صلاح الأخفش وغيرهم، وأوردت نماذج من كتابات القاضي العمراني عن هؤلاء العلماء الأعلام وجهوده في التعريف بكتبهم وفتاواهم في المسائل العلمية وجوانب من حياتهم . كما أوردت في الكتاب العشرات من قصص تواضع القاضي العمراني جمعتها من عشرات المصادر الموثوقة ، وأوردت نموذج لما كتبه أولاده عنه وهو مقال كتبه الدكتور عبد الغني العمراني عن والده القاضي العمراني وجهوده العلمية والفكرية . ويواصل المؤلف الحديث عن تفاصيل الكتاب الهام حيث يقول : ( كما كتبت عن ظرافة القاضي العمراني في مجالسه ودروسه وروحه المرحة وسرعة بديهته، وأوردت قصص ونماذج بعضها لم ينشر بعد وتحدثت عن جوانب هامة من حياته مثل: حرصه على الوقت ودعوته لتعليم المرأة في اليمن وإعطاءها حقوقها الشرعية، وأوردت قصة لقائي به والقصص التي رواها لنا في ذلك اللقاء والتي لم تنشر حينها ) . كما تضمن الكتاب خلاصة دراسة نشرت مؤخرا عن " فضيلة الإنصاف لدى القاضي العمراني " وكتبت بتوسع عن جهوده العلمية في رحلات الحج كمفتي للحجاج اليمنيين ، وقصة أول حجة له قبل ثوة 26 سبتمبر 1962م ، كما أوردت عشرات القصص التي يرويها مما حدث له وشاهده في رحلات الحج، وهذه القصص الهامة والطريفة لم تنشر بعد . وتضمن الكتاب رؤية القاضي العمراني للإعلام والثقافة والصحافة ، ورؤيته للقات وحكم الشرع فيه وأسباب رفضه تولي المناصب الرسمية وغيرها من القضايا الهامة . الكتاب رحلة ممتعة وتميز بأسلوب رائع فيه الفوائد العلمية والقصص الشيقة والأحاديث الهامة وفيه من الجديد والمفيد ما يستحق أن يقرأ ويحتفى به ، نسأل الله أن يجعله خالصا لوجهه الكريم .

شارك الكتاب مع اصدقائك

2023-09-16

كتاب رائع..

2023-06-20

كتاب ممتاز يستحق القراءة ..فيه جهد رائع للتعريف بعلامة اليمن الكبير القاضي محمد بن اسماعيل العمراني ..