كتاب المرأة والألوهة المؤنثة في حضارات وادي الرافدين
تأليف : ميادة كيالي
النوعية : الفكر والثقافة العامة
كتاب المرأة والألوهة المؤنثة في حضارات وادي الرافدين بقلم ميادة كيالي ....في الحقيقة إنّ التشريعات التي سادت في بلاد الرافدين في حضارات سومر وأكاد وبابل وآشور تدرّجت نحو التّشديد كلّما ابتعدنا نحو الميلاد، إذ رصدت الدراسة الآلية التي تغيّرت فيها القوانين، وخاصّة التي تتعلق بالمرأة والعائلة لتميل في فرض التشدّد أكثر فأكثر، ولكنّ الدّارس
لتشريعات القوانين منذ إصلاحات أوركاجينا التي تعود الى القرن الرابع والعشرين قبل الميلاد، ثم قوانين أورنمو ولبت -عشتار، وقوانين مملكة أشنونا، انتهاء بقوانين حمورابي والآشوريين، سيجد أنّها رسمت سيرورة التّغيير في قوانين الاجتماع، حسب المناخ المسيطر عبر قرون طويلة، وتعكس ما حصل من تراجع لأهمية المرأة ومكانتها، نظراً لأنّها كانت بلا شكٍّ مناط عدم الإنصاف في التّشريع الحقوقي لصالح الرجل، فالمرأة قبل أوركاجينا كانت متعدّدة الأزواج، وهو أوّل من وضع عقوبة ليرسم الزواج الأحادي للمرأة، وشيئاً فشيئاً منحت القوانين الرجل حقّ القاضي على زوجته، ففي عقوبة الزّنا إنْ أراد أنْ يعفو عنها من الموت يعفو وتصبح خادمته "البند 129 من حمورابي". ولأنّ التّوريث كان يجب أنْ يكون عبر سلالة الرّجل ونسله كان التّشديد من جهة على الزنا، ومن جهة أخرى فتح الباب للزواج من امرأة ثانية في حال كانت الزوجة لا تنجب (البند 145 من حمورابي).