وهي مصدر الألوان التي تأسر العيون، ومصدر المناظر الجميلة التي تحتار بها العقول. إن النباتات بما تمتلكه من أنظمة التمثيل الضوئي التي تحول الضوء إلى غذاء، وبآلياتها التي تنتج الطاقة والأوكسجين بلا توقف. لهي كائنات متميزة تكشف أمام عين الإنسان مدى علم الله تعالى ومدى إبداعه الذي لا حدود لهما. حيث أن مقدار الطاقة التي ترسلها الشمس إلى الدنيا في اليوم الواحد عشرة آلاف ضعف من حاجة البشرية كلها تقريباً، والدول المتقدمة تصرف مبالغ طائلة على الأبحاث التي تجري لتخزين هذه الطاقة التي تأتي من الشمس مجاناً. وفي هذه الأبحاث ظهرت حقيقة مذهلة، واتضح أن النباتات تمتلك نظاماً هائلاً لتخزين الطاقة التي تأتي من الشمس. ويطلق على هذا النظام "التمثيل الضوئي". والنباتات تعمل لتحقيق هذا النظام بالخلايا الشمسية التي توجد في تكوينها. وهذه الخلايا تنتج الكربوهيدرات التي هي غذاء الأحياء الأساسي، بتحويل الطاقة الشمسية إلى طاقة كيميائية. وتعتبر الكربوهيدرات من مصادر الغذاء الأساسي التي تلبي الحاجة الغذائية لكل الأحياء سواء مباشرة أو غير مباشرة. وإلى حد الآن لم تتم دراسة سوى عشرة آلاف نوع فقط من النباتات التي تمتلك هذه الأنظمة المتميزة غاية التميز، ونتيجة لأبحاث عديدة اتضح أن كل نبات يمتلك خصائص متفردة تبعث على الحيرة والدهشة. حول تلك المسائل وضمن هذا الإطار يأتي البحث في هذا الكتاب الذي يتناول بالدراسة خصائص النباتات وهو التمثيل الضوئي والتصميم للأوراق التي يتم فيها التمثيل الضوئي. ستتيح الحقائق التي سيودرها المؤلف في هذا الكتاب معرفة مدى إبداع الخالق الذي لا حدود له، ويستبين له من خلالها مدى رحمته تعالى بعباده.
كتاب المعجزة الخضراء: التمثيل الضوئي تأليف هارون يحيى
يوجد في هذا الكون حوالي خمسمائة ألف نوع من النباتات، وهي تكتسي أهمية خاصة في حياة الإنسان وتمثل كنزاً لا حدود له. ولقد سخرها الله تعالى لخدمة الإنسان. والنباتات هي مصدر الهواء النقي الذي يتنفسه والغذاء الذي يحتاج إليه للحفاظ على حياته، وهي كذلك مصدر الطاقة التي يستخدمها،