وكثيرا ما يستشهد لكلام الإمام و كلامه هو من كتب الإمام الأخرى و أبرزها ظهورا في الشرح كتابه الجامع و كذلك بكلام المالكية المغاربة ثم المشارقة و كلام باقي الأئمة خاصة أحمد، وهذا يظهر و يؤكد أن الأئمة الأعلام على اعتقاد واحد و إن ظهر للبعض فهم ما لكلامهم على غير الصواب فقد بين الشيخ ذلك في موضعين أو أكثر، ومثل هكذا ترتيب و تحقيق يبين موسوعية الشيخ و اطلاعه على كتب العقائد و غيرها، و دقته في اختيار كلامهم و سبكه في قوالب تخرجه واضحا مختصرا. و قام بشرح المقدمة في عشرين و مئتي صفحة، و ما هي إلا ورقتان أو ثلاث، لكن كلام الأئمة قليل العبارة كثير الدلالة، و هكذا يأتي كلٌ من المقدمة التاريخية و الشرح في اثنين و ثمانين و مئتي صفحة و كل الباقي فهارس كما عُهِدَ عن دار المنهاج و هذا طيب منها يساعد القارئ على البحث في مواضيع مختلفة بكل سهولة و يسر.
كتاب المغربية في شرح العقيدة القيروانية تأليف عبد العزيز مرزوق الطريفي
قَدَّم للشرح بمقدمة تاريخية لظهور علم الكلام في المغرب و أول من أدخله و من تأثر به و من لم يتأثر به، في أول ستين صفحة، ثم شرع في شرح المقدمة العقدية فكان يضع القدر المبتغى شرحه و لم يكن يتجاوز الأربعة أسطر فيخرج من كلام الإمام ابن أبي زيد كلاما كثيرا و عناوين دقيقة يبين بها المقصود دون إطالة مملة تخرجه عن المقصود ولا اختصار غير محمود فأحسن و أجاد و أفاد.