كتاب المقابلة في الارشاد النفسي بقلم أحمد عبد اللطيف أبو أسعد..ما يزال الإرشاد كعلم من العلوم الحديثة التي تلاقي إقبالاً متزايداً من قبل المجتمع فالطلبة يقبلون على دراسته، والمجتمع أصبح يبدي رغبة أكثر في الإقبال على المرشد، فدوره في تزايد، وعمله في تطور، وأهميته في ظهور، فلقد بدأ الكثير من المسؤولين يقتنعون بجدوى الإرشاد وحاجة المجتمع له ليس كخدمة إضافية ولكن كخدمة أساسية لا تستغني عنها أي مؤسسة من المؤسسات في الدولة سواء كانت مدرسة أو كلية أو جامعة أو مستشفى أو بنكا أو حتى سجنا أو مصنعا أو دار إيواء للمسنين. فالمرشد لا يؤهل فقط للعمل في الحقل المدرسي ولكن يمكن أن يعمل في عدة مجالات.
ولعل مهام المرشد متعددة وكثيرة ولا تقتصر على مهام محددة فمنها ما يهتم بإجراء دراسات الحالة ومنها ما يهتم بالإرشاد الجمعي وبعضها يهتم بتطبيق مقاييس وإجراء الدراسات والبحوث الإجرائية، ولكن يتفق الجميع على أن أهم عمل يقدمه المرشد يظهر في قدرته على القيام بالمقابلة الإرشادية، فهي تكاد تكون مفتاح نجاح المرشد، فلا يمكن لمرشد مهما كان موفقا أن ينجح دون تمكنه من إجراء المقابلة الإرشادية.
ومن خلال زياراتي كمشرف للعديد من المدارس وحضوري لمقابلات فردية أو جماعية كانوا يجرونها، وجدت نقصا واضحا لديهم في امتلاك تلك المهارات، بل بالعكس كنت أرى أن بعضهم بمقابلته قد يزيد من الحالة سوءا، ومن خلال تدريسي لمواد الإرشاد والصحة النفسية ومواد الإرشاد النفسي وجدت أن من أكثر المهارات صعوبة لكي يتعلمها الطلبة كانت مهارات المقابلة الإرشادية، ومن هنا ظهرت فكرة هذا الكتاب الذي يعد من الكتب القلائل في المقابلة الإرشادية، ويثري المكتبة العربية بأحد مهام المرشد المهمة والضرورية.
إن هذا الكتاب يتضمن سبعة عشر فصلا اختيرت بحيث تغطي أهم الجوانب المتعلقة بالمقابلة الإرشادية، وأهم المهارات المرتبطة بالمقابلة وليس كلها، فهناك ما تزال مهارات أخرى لم يتم التطرق لها، ولقد رتبت الفصول بالتسلسل بحيث يسهل على القارئ الربط بين الفصل السابق واللاحق، ويسهل عليه التطبيق لما يتعلمه، وقد روعي أن تشمل الفصول على العديد من الأمثلة المختلفة والتي تراعي مشكلات مختلفة بعضها مرتبط بالمدرسة وغيرها مرتبط بخارج المدرسة، ويمكن من خلال قراءة تلك الأمثلة التمكن من المهارة بشكل أفضل.
إنني اعتقد أن الطريقة المثلى لقراءة هذا الكتاب هي تطبيق تلك المهارات أولا بأول في الحياة، فلا يكفي الاعتماد على حفظها أو فهمها فبدون التطبيق سيجد الفرد صعوبة في امتلاك فنية المقابلة الإرشادية، ولقد حرصت أيضا على وضع نماذج يمكن الاستفادة منها في المقابلة الإرشادية.