كتاب النازيون العرب بقلم رامي رأفت..أيا قاهرة المعز، أي مقهورٍ قهرتي، وكم قاهر قهرك! قالوا عن الزمان أنه أبٌ لكل عجيبة، ومن عجائب الدهر، وتصاريف القدر أن جُعلت مصرُ وقاهرتُها المقهورة مطمعًا لشعوب العالم من بعد سيادة، أتراك وإنجليز وفرنسيين وكُثرٍ آخرين. في هذه الأيام كان المصريون في مرمى نيران الألمان وقصفهم، وكانت عاصمتهم العتيقة تتجهز لاستقبال مخلص عظيم أو محتل جديد، فأحدًا لا يملك فِطنة الجزم، أو رفاهية التأكيد.
لكن .. ولأنهم شعب طيب بزيادة، طيِّع بمراحل، فرحوا قديمًا برحلة الإسكندر المقدونيّ إلى معبد آمون في سيوة، وتلقبه بابن الإله من بعد أن غزاهم، وكأن الرحلة الصحراوية حررت الوافد الغازي وغسلته من الآثام؛ اعتبروا أن الغازي العظيم صار على دينهم، منهم وفيهم وعليهم.
ومرَّتِ القرونُ ليفرح الأحفاد بنابليون، الفرنسيّ الغازي الجديد، فحين أذاع فيهم نبأ إسلامه، لقبوه بـ "علِي باشا بونابرتي" واعتبروه على دينهم، منهم وفيهم وعليهم.
ومرَّتِ سنوات مِداد وفرح أحفاد الأحفاد بمحمد علِي، الألبانيّ الوافد الجديد؛ ولَّوْه أمرهم ورقوه عرشهم، واعتبروه منهم وفيهم وعليهم.
وها هم الآن ينتظرون وافدًا جديدًا، وغازيًا عظيمًا آخر. فلا التاريخ يسقمه الدوار، ولا الناس تمل التَّكْرار. الحاجُّ محمد هتلر، كما لقبوه، عسى أن يخلصهم من الإنجليز المحتلين ويصير أكثر لينًا وكرمًا وتسامحًا منهم عليهم.
قولوا: آمين ..
***
"الحاجُّ محمد هتلر" هو الاسم الذي أطلقه المصريون على الزعيم النازيّ أدولف هتلر، وأمَّا "موسى النيليّ" فهو الاسم الذي أطلقوه على الزعيم الفاشيّ موسوليني، ولقد سُمِّي هتلر في العراق وسوريا بأسماء مشابهة؛ ما يدفعنا إلى السؤال عن الطريقة التي ينظر بها العربُ إلى غزاتهم، وإذا ما كان الزعيم النازي استثناء من هذه النظرة أو قاعدة؟
من جهة أخرى، كيف كانت نظرة هتلر إلى العرب؟ كيف كانت نظرته إلى الإسلام كدين؟ وإلى النبيّ محمد كقائد ورسول مبعوث؟
لماذا دعَّم كثيرٌ من القادة العرب جهودَ هتلر الحربية؟ ولماذا أراد الملك فاروق أن يشرك الجيش المصريّ إلى جانب قوات المحور؟ لماذا أطلع أمين الحسيني وحده بسرِّ قنبلة الألمان الذرية؟
ما العلاقة التي حكمت قادة النازية بالقوميين العرب والصهاينة؟
ما قصة الضباط النازيين والعلماء الألمان الذين هربوا إلى مصر؟ ومن هم الضباط المصريين والعرب الذين فرُّوا إلى ألمانيا؟
هل كانت النازية صناعة ألمانية خالصة أم أنها غير ذلك؟ وإلى ماذا سيأخذنا الجدلُ الدائم حول الهولوكوست وأرقامه؟
وأخيرًا. ماذا لو انتصر هتلر؟
هذا الكتاب يدفعك إلى طرح العديد من الأسئلة ويقدم لك الكثير من الإجاباتِ.