كتاب الهوية بقلم حسن حنفي..
الهُويّة موضوع فلسفي بالأصالة. عالجه الفلاسفة المثاليون و الوجوديون على حد سواء, المثاليون ميتافيزيقياً, وحولوه إلى قانون, قانون الهوية. والوجوديون نفسيًا منعًا لانقسام الذات على نفسها ومن ثم إنكار الوجود الانسانى. وقد يصبح عند بعض الفلاسفة القانون الأول فى الفكر وفى الوجود مثل فشته. والغيرية ليست قانوناً مستقلاً بذاته كغايراً, بل هو نفى للهوية "اللا أنا". ويكون القانون الجدلي الموضوع: الأنا. نقيض الموضوع: اللا أنا. مركب الموضوع "الأنا المطلق". وهو عند الواقعيين, خصوصا الوضعيون, تحصيل حاصل. لا يعنى شيئاً. هو تكرار لفظي للضمير المنفصل "هو" مثل معظم مصطلحات الفلاسفة ومشكلاتهم.
من الطبيعى أن يطابق الشيئ ذاته وأن لا ينفصم عنها في غيره. هذه طريقة الميتافيزيقا, إثارة الغبار ثم الشكوى من عدم الرؤية. فهى بالنسبة إلى الوضعيين مشكلة زائفة مثل معظم قضايا الميتافيزيقا أو هي عبارات أدبية مصوغة على نحو عقلى. لا مضمون لها, ولا تشير إلى شئ, ولا تقول شيئاً, مجرد تحصيل حاصل, والحديث عنها لغو كلام.