كتاب الوحدة الرابعة من تأليف مروان أسامة .. في دهاليز العقل البشري الملتوية، حيث تتلاعب الظلال بين الحقيقة والوهم، تنسج الحكايات من خيوط الذاكرة المنكسرة. هنا، في هذا المكان الغارق في الظلمة، تختبئ الأسرار خلف أبواب موصدة، لا تفتح إلا للمغامرين في أعماق النفس البشرية. "المعهد البريطاني للعلوم النفسية المتقدمة"، ذلك البناء الغامض الذي تتردد أصداؤه في أروقة الغموض والريبة، ليس مجرد ملاذ للضعفاء، بل هو مختبر للنفوس المعذبة، وحقل تجارب لعقول فقدت الاتصال بالواقع.
في هذا الصرح الغارق في سكون الليل، تتناثر الألغاز كأشلاء زجاج مكسور، تنتظر من يجمعها ليرى الحقيقة التي لا تنكشف إلا للأعين المتبصرة. الأسماء التي تردد في جنباته همسات، والأرواح التي تجوب ممراته، ليست سوى شظايا من عوالم منسية، تبحث عن ملاذ في ذاكرة منسية.
وفي قلب هذه المتاهة، يقف آرثر بلاكستون، رجل بلا ماضٍ معلوم، ممزق بين ظلال ذكرياته المبعثرة، وبين شعور غامض بأن شيئًا ما يُخفي الحقيقة عنه. وبينما تتلاشى الأيام في ضباب النسيان، يبدأ آرثر في رحلة محفوفة بالأسرار والشكوك، حيث الحقيقة تختبئ خلف قناع الخديعة، وحيث لا شيء في المعهد هو كما يبدو.
تبدأ قصتنا هنا، في أروقة هذا المعهد الملعون، حيث تتشابك الخيوط بين العلم والجنون، وبين الواقع والخيال، لتنسج قصة من الغموض.
