كتاب الوعاء الحضاري للمؤلف محمد باباعمي يقترح الكاتب من خلال مؤلَّفه "نظرية الوعاء الحضاري". فهو من حيث كونه افتراضا علميا في المنطق، يتحوّل إلى مقترح لجواب على أسئلة فكرية وحضارية متكرّرة.. بهذا الاعتبار، يمكن أن نعتبر "الوعاء الحضاري" نظرية. أما من حيث كونه أداة منهجية للتحليل والفهم، فله خاصيّة "النماذج الإدراكية"،
وهو أقرب ما يكون إلى "النماذج التفسيرية" الناتجة عن التجريد، ثمّ التطبيق، مع بناء العلاقات الناظمة لعناصر الظاهرة الحضارية. فهو بهذا العمل يسعى لاختبار النظرية، مستعينا بجملة من المعطيات، ضمن "نموذج الرّشد"، وبخاصّة منها ما كان من علاقة حلزونية بين الفكر والفعل، وبين العلم والعمل.يشتمل الكتاب على مقدّمة مهّدت للموضوع، ثم يأتي المقال الأول تحت عنوان "الوعاء الحضاري: النموذج التفسيري" ليضع معادلة تربط بين حركية الإنسان ووعاءه الحضاري في تحديد مصيره واتجاهه، مبرزا فائدة نموذج الوعاء الحضاري وخصائصه. أما المقال الثاني "مقدّمات في الوعاء الحضاري.. الشيخ اطفيش نموذجا"، يأتي فيه على تحليل مفهوم الوعاء الحضاري، ودور العالِم ومشاركته ضمن وعائه الحضاري، متخذا بذلك الشيخ اطفيش نموذجا. يختتم الكتاب بمقالين: "شمعة من الغرب، وبيان قد يوقظ الشرق" و"في نقطة الانعطاف.. ابن سينا مرجعا"
