يختلف هذا الكتاب عن معظم الكتب التي كُتبت عن دور بريطانيا في خلق دولة إسرائيل في فلسطين. فهو لا يلجأ إلى ولغة الخطابة السياسية ، بل يلجأ إلى التوثيق والسرد التاريخي الذي يبتعد عن إثارة المشاعر. فهو في الأصل جمع لمعلومات رافقت معرضاً أقيم في صالة بروناي بلندن في سنة 2012 جمعتها آن لنين ، قيمة المعرض ، ومؤلف هذا الكتاب ، الأستاذ كارل صباغ مستشار المعرض. والكتاب موجه في الأصل إلى جمهور من القراء الذي يُفترض
فيهم السعي معرفة الحقيقة، ولاسيما تلك المتعلقة بالدور الذي أدته بريطانيا خدمة للحركة الصهيونية التي تمكنت من الوصول إلى القوى السياسية القائمة والتأثير فيها بحيث أصدرت وعدها المعروف ، وعملت دائبة على الوفاء به رغم ما أحدثه ذلك من ضرر بليغ بأهالي البلاد التي انتُدبت بريطانيا لإدارتها بعد إنتهاء الحرب العالمية الأولى ، وهو الإنتداب الذي أنتهى بقيام دولة إسرائيل. وقد أجرى الأستاذ صباغ مقابلات عديدة مع شخصيتين لهما إطلاع واسع على سير الأحداث في الحقبة التي يتناولها الكتاب ، إحداهما من الجانب الإسرائيلي ، والأخرى من الجانب العربي ، لإعطاء صورة متوازنة عن تلك الحقبة. ودعم عرضه الموضوع بعدد كبير من الشهادات ، فجاء بذلك الكتاب يُعد سجلاً مهماً لحقبة من التاريخ شهدت إحلال شعب محل آخر رغم أن الإتجاه العام كان نحو الإنتهاء من حقبة الإستعمار وتحرير الشعوب بدلاً من استعمار أراضيها وتشريد مالكيها في بقاع الأرض المختلفة