كتاب تاريخ ليبيا من نهاية القرن التاسع عشر حتى عام 1969
تأليف : نيكولاي إيليتش بروشين
النوعية : التاريخ والحضارات
كتاب تاريخ ليبيا من نهاية القرن التاسع عشر حتى عام 1969 بقلم نيكولاي إيليتش بروشين..: يتناول الكتاب الذي بين يدينا المرحلة الأهم في تاريخ ليبيا الحديث منذ أن انسحبت منها الجيوش التركية لتسلمها للإيطاليين وحتى قيام ثورة الفاتح من سبتمبر المجيدة عام 1969 وقد أمضى المؤلف الروسي "نيكولاي ايليتش بروشين" عشر سنوات من عمره في لبنان حتى جمع مادة كتابه هذا واستعان على ذلك بخبرات الكبار من المفكرين والعلماء الليبيين ومعارفهم فقدم كتاباً فريداً من نوعه لا نبالغ إذا قلنا أنه الكتاب الأول في المكتبة العربية حول تاريخ ليبيا المعاصر، حدد المؤلف فيه المراحل الأساسية في تاريخ البلاد وصوّر أهم الأحداث والشخصيات والعوامل التي تركت أثرها في توجيه المسيرة التاريخية.
وتحتل الحروب الليبية ضد الغزاة الإيطاليين مساحة هامة في الكتاب، فقد عكست هذه المرحلة واحداً من أول وأهم اللقاءات العربية بالجيوش الاستعمارية الوليدة الغازية التي تصدت لها القوات الليبية بإقدام وقوة. وكانت شراسة الاستعمار الإيطالي تتناسب طرداً مع طراوة المقاومة النبيلة، فجرّب الفاشيون على الأرض الليبية آخر ما توصّلت إليه أسلحة الحروب الحديثة الفتاكة: أو القنابل الراجمة من الجو في التاريخ، وأول تطبيقات أجهزة اللاسلكي، ومارسوا حروب الإبادة بالمعنى الحرفي للكلمة... وتتداخل صفحات النضال الليبي خلال الحرب العالمية الثانية وما بعدها.
ويبيّن المؤلف ما قدّمته ليبيا من تضحيات في سبيل حريتها واستقلالها كما يبيّن دسائس الدول الاستعمارية الأوروبية التي انضمت إليها الولايات المتحدة الأميركية فيما بعد، وإصرارها على استغلال الموقع الاستراتيجي للأراضي الليبية ثم السيطرة على منابع النفط في البلاد. ويصوّر المؤلف كيف تمّت المواجهة بين الشعب الصامد المتطلّع إلى حريته وبين المستعمرين الذين فتحوا للمواجهة ميداناً جديداً وأعطوها طبيعة جديدة. فلم تعد المعارك تجري في ميادين القتال بل صار ميدانها "القصر" مكاتب الوزراء وكبار المسؤولين... وقد فصل المؤلف في الحديث عن هذه المرحلة الطويلة وبين أسبابها ونتائجها وتميّزت تحليلاته بالانحياز المطلق إلى جانب عدالة القضية الليبية وحق الشعب العربي الليبي في أرضه وفي خيرات بلاده.