كتاب تمثال دلما بقلم ريم الكمالي..أين طفولتي التي افتقدها في داخلي لم أكن ساذجا قط , بل كنت أشعث , هادئا , و شرها أيضا. كانت رغباتي بلا حدود و الحياة أمامي على الجزيرة جميلة رغم فقري , امتلأت بالأسئلة و عناء البحث , أراقب كل شئ في الطبيعة و المكان , مشيت يوما مع قرص الشمس ببطء شديد , من شروقه إلى مغيبه , من شرق الجزيرة إلى غربها , و تورمت قدماي و أنا أحرس مسير النمل أياماً مراقبا دقة مملكته و ازدهارها الممل يومها وعيت على حاسة جديدة. ترصدت الهواء , كيف يشكل الغيم , و كيف يحرك حاشية ثيابي , و يراقص أغصان الشجر , و كيف يزعج الورق الأخذر حتى يسقط.
كم خطون خطوات قافزة من أول شرق الجزيرة حتى غربها , حارسا ظلي و قياس اتجاهي الذي تغير في عودتي , أتأمل كيف يسكن الهواء و البحر , لأستمع إلى وجود الصمت .... أفترش الأرض , أطالع السماء الخالية من كل شئ , فلا علامة هناك أثبت نظرتي عليها , لتصبح رؤيتي في اللاشئ .....
و هكذا حتى لازمني التنبؤ.