كتاب ثورة أهل الجحيم بقلم جميل صدقي الزهاوي ....تعد "ثورة أهل الجحيم"ملحمة شعرية وفلسفية,فقد جمعت بين فنية النص الشعري وبين المضمون الفلسفي الذي يوسع أمام القارئ مجالات الخيال والإبداع,بحيث نجد الزهاوي ينقلنا بملحمته إلى العالم الآخر بتفاصيله وصورة الحياة في الآخرة,تلك الصورة التي تخيف الإنسان العادي أو لنقل يحاول تجنبها
دائما,نجد الزهاوي يرسم لنا هذا العالم ودقائقه بفنية عالية ويقسم قاطنيه ما بين "ملحدين" مثواهم جهنم,"ومؤمنين"مثواهم الجنة,لكن قاطني جهنم يتمردون على واقعهم ما يدفعهم للثورة على قاطني الجنة,بحجة أنهم هم خيرة العباد في الأرض ,لأن الزهاوي في تقسيمه لأهل النار وأهل الجنة نجده قصر جهنم على الخاصة من الفلاسفة والأدباء والفنانين والشعراء وأصحاب الفكر الحر,في حين لم يُشر إلى أن الجنة قد حوت أيا من الشخصيات المعروفة,بل كان أهلها من بسطاء الناس وعوامه.ثورة أهل الجحيم ,ملهاة حوارية شعرية خيالية فلسفية واجتماعية ألفها الزهاوي وهو في بداية عقده السابع عام (1929) ليقاوم بعنفوانه ملامح الشيخوخة التي داهمته والمرض وتباشير العجز.بالمزيد من المرح وروح الفكاهة والمجون ,يعرض فيها رؤاه الفلسفية ونظرته للحياة وأدبها والناس على طريقة المعري في (رسالة الغفران) ودانتي في (الكوميديا الإلهية).