مأساة جبرائيل يوم هبط من السماء و التقى النبي ، ثم اصبح رجلاً له اسم بشري و ينتسب لقبيلة من قبائل العرب .و هذه التراجيديا التي كتبت كسردية تاريخية ، دخلت في صلب التاريخ الرسمي للإسلام و أضحت جزءاً عضوياً من الرواية السائدة عن النبي و علاقته بالوحي السماوي . بيد أنها قد لا تكون حدثت في الواقع قط، ذلك أن الشخصية التي يزعم أنها لعبت الدور المركزي فيها ، هي شخصية لا وجود لها. و قد تكون من تلفيق رواة العصر الأموي. و هؤلاء قدموا تأويلات تعسفية لنصوص القران لا عد و لا حصر لها و منها تأويل الآية التي تتحدث عن تحول الملاك إلى رجل بشري .لقد فقد الملاك قوته و أصبح عرضة لاضطهاد أشرار العرب . ان حادث الاعتداء الجسدي على جبرائيل في صورته البشرية هي ذروة التراجيديا الدينية فقد هاجمته عصبة من أشرار قبائل العرب في طريق عودته من بصرى الشام بعد أن حمل رسالة النبي لهرقل. و نجم عن الاعتداء بالضرب المبرح ان سلبت هدايا هرقل كما تمزقت ثيابه و لم يترك له سوى خرقة لستر عورته" .
كتاب جبريل والنبي تأليف فاضل الربيعي
كتاب جبريل والنبي بقلم فاضل الربيعي جبريل:ثمة تراجيديا دينية كبرى في تاريخ الإسلام عن تحول الملاك إلى إنسان ، سجلتها المرويات العربية و الإسلامية في مئات المصادر لكنها لم تلفت انتباه دارسي الأدب القديم ، و لا كتاب التاريخ كذلك . و مع هذا سوف تضل واحدة من أعظم التراجيديات الأدبية القديمة المكتوبة بلغة التاريخ الديني ؛ فهي تتحدث عن