كتاب حجاب العادة ؛ أركيلوجيا الكرم من الخطاب إلى التجربة
تأليف : سعيد السريحي
النوعية : الفكر والثقافة العامة
كتاب حجاب العادة ؛ أركيلوجيا الكرم من الخطاب إلى التجربة بقلم سعيد السريحي ....كعادته في كل ما يكتب لا يُفهم نص سعيد السريحي/ الناقد السعودي المعروف بوصفه أحادي الدلالة أو الوجهة، بل بوصفه متعدد الأبعاد متراتب الطبقات أو مختلف السياقات، وذلك بفتح مفهومه على خطاب يحيل إلى أكثر من معنى؛ ففي كل عمل يقدمه للقارئ يفتتح له
إمكانات لممارسة حيويته الوجودية بصورة جديدة يمارس فيها حقه في النقد والتفكير في طريقة مغايرة لِما يقدم له؛ ما يعني المساهمة في تشكيل رؤية جديدة للنص وبصورة حرة ومستقلة. - بعد عشرون عاماً على إصداره أول مرة يعود كتاب «حجاب العادة: أركيلوجيا الكرم من الخطاب إلى التجربة»، (الدار العربية للعلوم ناشرون، 2015) من جديد ليعيد قراءة أركيلوجيا الكرم لا باعتبارها تعبيراً فردياً معزولاً، وإنما بالنظر إليها على أنها تجليات لتاريخ أمة؛ كما يمكن النظر للكتاب في كونه محاولة لإشراك قارئه في تلمس جوانب القضية كما عُرضت للمؤلف ابتداء مما أوقفته عليها قصيدة الحطيئة (وطاوي ثلاثا..) والتي يتداولها الدارسين باعتبارها وصفاً للكرم ضاربين صفحاً عن الأسئلة التي يمكن أن يثيرها هذا الطاوي من ذبح ولده وإطعامه لضيفه وما يمكن لتلك الأسئلة أن تقود إلى أجوبة تتجاوز بالقصيدة أن تكون مجرد وصف لرجل كريم لتكشف عن عمق التجربة الإنسانية المتوترة والتي يشكل القول بالمبالغة في وصف الكرم إهداراً لما يمكن أن يكون مفتاحاً لتفهم أصالة التجربة الشعرية كما تكشف عنها تراكيب اللغة التي أخمدت جذوتها مقولات البلاغيين ولم يعطها كثيراً من الدارسين حقها من البحث، وبهذا المعنى يكون الكتاب بالنسبة للمؤلف: محاولة لقراءة النصوص التي تناولت الكرم باعتبارها خطاباً يسعى إلى تكريس هذه القيمة على نحو لم يلبث أن آل بتصورها على أنها سجية وخليقة طُبع العرب عليها لا علاقة لها بسياق الحياة التي كانوا يعيشونها، الكتاب في جوهره محاولة لتفكيك الخطاب المكرس لقيمة الكرم من خلال الوقوف على ما يمكن اعتباره ثقوباً وتمزقات في هذا الخطاب تكشف عن جوهر التجربة الإنسانية التي انتهى إليها الكتاب حين ربط بين الكرم ومجتمع الندرة حيث الصحراء القاحلة تترامى بين المنازل والديار ولا يكون للمرتحل من سبيل للحصول على ما يقيم أوده إلا أن ينزل ضيفاً على من يمر بهم فيكرموه أو ينال منهم ما يحتاج إليه عنوة أو بالحيلة إن أعيته القوة وهي التجربة التي تفسر لنا كثيراً من عوالم الشعر الذي دار حول هذه التجربة.