ثلاث سنوات هي عمر انتظامي في كتابة اليوميات. كانت الاستراتيجية فى البداية أن تكون كتابة اليوميات منشطاً مؤقتاً للكتابة الحقيقية التى لا أعرف تحديداً لها سوى أنها كتابة لا تخضع للالتزام، وتأتى حسب المزاج والأهواء.
كان لليوميات أن تكون الحارس الشخصى للتبطل والفراغ والكتابة السلبية الحقيقية التى لا تتعدى تحديداً أحلام يقظة تصطدم بجدران وسقف الغرفة، إلا أن الانتظام فى كتابة اليوميات حرمنى من ساعات التسكع الطويلة على جدران وسقف الغرفة مع إمكان كتابة سلبية حقيقية كان لها أن تكون أو تقترب خطوة من الوجود لولا عبء النظام. قرأت وسمعت كثيرا أن اليوميات فى الغالب تكون عملاً جانبياً قياساً بعمل الصدارة الفعلى الحقيقى، كان الإحراج أننى شغلت حتى عن التفكير الهوائى فى أعمال حقيقية من المفترض لى الضلوع فى تأليفها مستقبلا، بل شغلت أيضاً عن إعادة النظر فى أعمال كافكا وبروست وجويس، إلا إذا كان الثالوث الذهبى عبدا فى بلاط اليوميات، كما كان ديلامارش وروبنسون وكارل روسمان عبيدا عند البدينة برونيلدا فى رواية أمريكا. اليوميات على مدار السنين تصاب بالبدانة والترهل، بل لم تسلم يوميات كافكا نفسه من سمنة النواح على الأرق .والزواج والعمل