أضحت السيدة ملعقة شخصيةً بارزةً في التراث النرويجي، كما في اللغات التي تُرجمت إليها، ولها تمثال نُصِّب في بلدة هامار شرقي النرويج، صنعه النّحات فرتز رود من البرونز عام 1973.
تتمتع السيدة ملعقة بجاذبيةٍ فذة، رغم بساطة حكاياتها، إذ تتيح لها قدرتها على الانكماش "في أشد اللحظات حرجًا" أن ترى ما لا يراه الآخرون، بمعنى أنها تصبح قادرةً على رؤية العالم من الأسفل، ما يمرّ به الراشدون كل يوم ولا يكترثون له، فتتعاطف في انكماشها مع الصغير والضعيف من الأطفال والحيوانات.
يقول كاتبها ﭘْرويْسن "ما كان للسيدة ملعقة أن تكون رجلًا، فهي تجسد القوة المؤنثة". وترى ماريا لاسن سِغر أن قدرة السيدة ملعقة على الانكماش جعلتها "مزدوجة الشخصية"، فهي في آنٍ واحدٍ قريبة غريبة، حنونٌ ماكرة، حازمة رقيقة القلب، تضطلع بمسؤولياتها باعتبارها راشدة إلى جانب سلوكها الطفولي المشاغب.
في هذه الحكايات سنتخطى الحدود التي تفصل بين عالم البشر وعالم الحيوان، والحدود التي تفصل بين الطبيعة والثقافة. وتقول السيدة ملعقة إن من يعبر البوابة، يدخل الغابة السحرية. لذا فإنك، عزيزي القارئ، مدعو لعبور البوابة والدخول إلى عالم السيدة ملعقة الساحر لتتمكن من رؤية ما تراه هذه السيدة العجيبة، ففيمَ وقوفك؟
كتاب حكايات السيدة ملعقة تأليف آلف برويسن
كتاب حكايات السيدة ملعقة بقلم آلف برويسن .. ومن منّا لا يعرف السيدة ملعقة؟ تلك العجوز القصيرة من المسلسل الكرتوني الذي أنتجته شركة ﭘيرو اليابانية عام 1983. غير أن المسلسل مقتبس من سلسلة ألّفها الكاتب النرويجي آلف ﭘْرويْسن عام 1956، ونُشرت ترجمتها الإنجليزية - من بين ثلاث وعشرين لغةٍ أخرى - بعد ذلك بثلاث سنوات.