كتاب خذ حصتك من القتل بقلم نصري الصايغ عندما استعرضت كلمات هذا الكتاب، اكتشفت الهوة التي تفصل بين الكتابة عن الحقيقة كما هي مجسّدة في الواقع. عرفت أن ما بين القلم وبين الحدث، مسافة ضوئية، وأن العبارة لا تشبه الدمار التي تبتكر أحداثاً مهولة. فاللغة عاجزة عن نقل التراجيديا العربية التي تشكل حياتنا والتي نقوم نحن بلعب أدوارها.
التراجيديا العربية ليست نصوصاً وممثلين، هي نحن، من دون أن نكتب كلمة واحدة فيها. بدا لي وأنا أستعيد ما كتبت، أن الفرجة أكثر ايحاءًَ من الوضوح اللغوي. الفرجة المشهدية تدجّل الحدث الى الكيان الإنساني فيرتج ويصطدم ويتخلّع. القراءة اقتباس سيء لحدث مدهش، يفقد دهشته عندما يكتب، مهما كانت الصياغة وأيّاً تكن الأفكار... إنما كان لا بدّ من الكتابة، مع الوعي بأن التقصير ستظهر علاماته في النصوص. فهي غير قادرة على لملمة عصر عربي مريع، لأن ما عشناه كان مريعاً وان ما سنعيشه قد يكون إغواء للنهايات المريقة.