كتاب من تأليف جابر عصفور.. يقولون ان كل مائة عام يظهر شيخ جليل يجدد الدين عند الناس ويثبته وينير به الطريق الى أجيال كثيرة ونحن نقو ل ايضا ان كل مائة عام يظهر مفكر مستنير ينير عقول أفراد المجتمع وينير بضوء عقولهم الطريق فى الحياة ويغير الأفكار القديمة التى عفا عليها الزمن واضاف اليها كل مجتهد ما أضاف حتى تناسب وتلائم العصر،
وأخذ منها كل صاحب هدف ما أخذ وترك منها ما ترك لتحقيق غاية فى باطنه وهو الرجوع بالمجتمع الى الوراء وزيادة القضبان والحواجز على العقل والرفض التام لأى محاولة للعمل به وتحريكه عن جوامد الأفكار ، وفى هذا الكتاب " دفاعاً عن المرأة " للدكتور جابر عصفور الذى يعتبر من اهم الكتب التى صدرت عن المرأة والذى يصدر عن كتاب اليوم لشهر مارس 2007 والذى تراس تحريره الأستاذة والكاتبة الصحفية الكبيرة نوال مصطفى . وتقول الاستاذة نوال مصطفى فى مقدمتها د. جابر عصفور واحد من هؤلاء المثقفين النبلاء، الذين حملوا شعلة التطور وخاضوا حروبهم ضد الفكر المنغلق وثقافة التخلف ، فكتاباته على مدى سنوات طوال تطرح أفكارًا تحفز العقل كى يفكر ويتأمل وكأنه يدعو قارئه لأن يصل بنفسه إلى قناعات منطقية تنحاز إلى الاستنارة وقيم التقدم التى اعتنقها العالم منذ زمن بينما نحن غارقين فى مناقشة القشور والتفاهات، فسطور الدكتور عصفور تلمح فى خلفيتها ثقافة عميقة وواسعة وهذا ما يعيطها قيمة، ويجعلها سلاحًا قويًا من أسلحتنا الفكرية فى نضالنا ضد الظلام والانغلاق والتخلف . ويحدثنا د. جابر عصفور فى كتابه القيم عن فكر المتذمتين الذين ارادوا ان يضعوا المرأة فى موضع التنكيل وأن يشككوا فى كل قدراتها على المشاركة كفرد كامل فى المجتمع بل انهم وصفوها بان اساس الشر والبلاء اينما ذهبت وانها غواية من الشيطان . وكيف وصل هذا الفكر المغلوط والخبيث الى حد نسبه الى شخصيات اسلامية من صحابة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – مثل عمر بن الخطاب ويرد د.جابر على كل من هذه المقولات الخاطية بالعقل والمنطق .. الحجة بالحجة .. والدليل بالدليل والبرهان بالبرهان . ويأتى هذا الكتاب فى شهر مارس الذى تأتى فيه أعياد المرأة ليكون هدية للمرأة المصرية فى أعيادها وتقول استاذة نوال مصطفى أما ما أسعدنى أيضًا فهو موضوع الكتاب.. فقد فاجئنى بأنه كتاب عن المرأة! وهو موضوع جدير بأن يناقش بقلم أحد أكبر المفكرين المستنيرين ، فجابر عصفور يمثل اللؤلؤة الحديثة فى عقد المفكرين الأجلاء الذين تبنوا قضية المرأة بشجاعة وعدالة ونبل.. كان رفاعة الطهطاوى فى القرن التاسع عشر لؤلؤة فى ذلك العقد عندما كافح من أجل إنشاء أول مدرسة لتعليم البنات فى مصر عام 1873، ومن هذه المدرسة انتشرت فكرة تعليم البنات على امتداد مصر كلها. كما ألف رفاعة الطهطاوى كتابه "المرشد الأمين فى تعليم البنات والبنين" ليرسى ويعمق الفكرة فى أذهان المجتمع. لذلك كانت لدينا عبر تاريخنا المصرى لآلئ كرّست فكرها وثقافتها من أجل النهوض بفكر الاستنارة والتقدم، ومنهم أحمد لطفى السيد الذى نادى بانشاء الجامعة المصرية.. وقاسم أمين أول من كتب فى قضية المرأة ونادى بتحريرها من سجن الحريم،ويأتى الدكتور جابر عصفور ليكمل المشوار.. ويطرح أفكاره فى قضية مهمة يقاس بها تقدم الأمم وهى قضية المرأة. ويضرب لنا د. جابر من خلا صفحات كتابه الثرى امثلة للمرأة المصرية المتفتحة المستنيرة التى تقاوم كل عوامل الاضطهاد والقمع الفكرى مثل صفية زغلول ود.سهير القلماوى ، كما يناقش اسهامات المراة فى المجال الأدبى واسباب تراجعه . والكتاب يعتبر اضافة كبيرة الى المكتبة العربية التى دائما ما تهتم بعلاج الاوضاع المغلوطة فى العالم العربى والتى ننسبها الى الدين والاخلاق والأعراف وهى فى الأساس بعيدة كل البعد عنها .