كتاب دمشق الشام في نصوص الرحالين والجغرافيين والبلدانيين العرب والمسلمين

تأليف : مجموعة مؤلفين

النوعية : نصوص وخواطر

كتاب دمشق الشام في نصوص الرحالين والجغرافيين والبلدانيين العرب والمسلمين بقلم مجموعة مؤلفين  ما كاد القرن الأول للهجرة ينقضي حتى كانت الدولة العربية الإسلامية الفتية تبسط سلطانها على أرجاء عظيمة من العالم القديم في قارات آسيا وأفريقيا وأوروبا، فقد امتدت حدود هذه الدولة يومها حدود الهند والصين شرقاً إلى مياه الأطلس غرباً، ومن آسيا الوسطى وجبار القوقاز شمالاً، إلى الصحراء الأفريقية الكبرى جنوباً. ووجد الفاتحون أمامهم آفاقاً وعوالم جديدة، تزاحمت فيها الغرائب والعجائب واختلفت فيها الألسن

  وتلونت المشاهد الطبيعية وتغايرت الأقوام والشعوب. وبعد أن كان مرآهم حبيساً في بيئتهم الصحراوية ا لقاسية في جزيرتهم العربية، افتتحت على أعينهم الدنيا بأرجائها ومفاتنها، بكل ما فيها من بلدان وأقطار وجبال وسهول... أثارت هذه العوالم في نفوس الفاتحين مكامن الإطلاع وحب المعرفة، وسرعان ما انطلقت جموع الرحالين والمستكشفين والعلماء والتجار ف أ‘قاب جحافل الغزاة الفاتحين. فانبسطت أمام أبصارهم وأسماعهم هذه البقاع والأقطار الجديدة، فجالوا فيها وجاسوا بين ذراها وسهولها وفيافيها، يدفعهم شغف العلم وشهوة الاكتشاف والمغامرة أو طلب العلم أو الربح والتجارة. وما لبث بعض الرحالين والمكتشفين أن شرعوا بكتابة أحداث رحلاتهم ووقائعها مع أوصاف البلاد والأقوام الذين صادفوهم، وهكذا نشأ في القرن الثالث الهجري في آداب اللغة العربية صنف أدبي جديد عرف باسم "الأدب الجغرافي العربي". وخلال بضعة قرون من السنن تراكمت نصوص هذا الأدب، حتى ألفت إلى نهاية العصور الإسلامية ا لوسيطة مكتبة أدبية جغرافية نمطية. تراوحت هذه المؤلفات ما بين أخبار الرحلات والرواية الشخصية للأحداث والوقائع. وبين النصوص المختصة حصراً بالوصف الطبيعي والجغرافي للبلدان والأقطار، ومنها ما اشتمل على أكثر من ذلك فأحاط بالأوصاف الجغرافية والطبوغرافية والطبيعية والبشرية مع ذكر لجميع ظواهر الطبيعة من جيولوجيا ونبات وحيوان... بينما اختصت بعض النصوص الأخرى برحلات مخصوصة من المغرب الإسلامي أي شمال أفريقية والأندلس، إلى المشرق لأداء فريضة الحج وطلب العلم، كان أشهراها كما نعلم رحلة ابن بطوطة الطنجي، أعظم الرحالين العرب بلا منازع. ومما زاد في سهولة هذه الرحلات أن جواز السفر الوحيد المطلوب آنذاك كان أحد أمرين: اللسان العربي أو النطق بالشهادتين. وكان العالم الإسلامي يومها مفتوحاً أمام من شاء على امتداد مسيرة سفر عشرة أشهر من أقصاه إلى أقصاه، أي في لغة عصرنا الحاضر ما يزيد على ثمانية آلاف كيلو متر، من مياه الأطلسي إلى سور الصين العظيم، تتناول هذه الدراسة الحاضرة كل ما أورده الرحالون والجغرافيون والبلدانيون العرب والمسلمون من أوصاف لمدينة دمشق العتيدة العريقة الخالدة، أول عاصمة لهذه الدولة العظيمة، دمشق التي ما برحت تتوضأ بالعروبة خمس مرات كل يوم، والتي صنعت للعرب مجدهم وخطت بأحرف من نور باكورة تاريخهم، واقتصرت الدراسة في الجمع كل المؤلفات التي كتبت من القرن الثالث الهجري حتى نهاية القرن الثالث عشر. وقدمت للنصوص التي جمعتها بلمحة سريعة عن الأدب الجغرافي العربي وأدب الرحلات لدى العرب، مع عرض سريع لجهود أشهر الباحثين في هذا المضمار.

 

شارك الكتاب مع اصدقائك