كتاب رحمة للعالمين

تأليف : إيمان أحمد

النوعية : السيرة النبوية

كتاب رحمةٌ للعالمين بقلم إيمان أحمد...أن تُمسك قلمكَ لتكتبَ عن أعظمِ إنسانٍ أشرقَ نورهُ في الوجود فتلكَ مسئوليةٌ كبيرة ، حتى وإن كان ما ستخطهُ مجردَ كلماتَ مدح ومحبّة أو مجردَ جمع لسيرتهِ ، ولطالما وجدتُ نفسي خائفةً من تحملِ هذه المسئولية أو التقصير فيها.

ولكن مع كثرةِ الأحداثُ الأخيرةُ وتلاحُقها، ومع وجودِ المستهزئين والحاقدينَ على هذا الرسول الكريم وأيضاً مع وجودِ مُسلمين يسيئونَ لهذا الدين الجميل بدونِ قصد وبقصدٍ أحياناً ، ومع كثرةِ الحديث عن محبّتنا له وقلةِ اقتدائنا به في تعاملاتنا وأخلاقنا. قررتُ مستعينةً باللهِ أن أجمع قبساً من نورِ هدايةِ نبي الرحمةِ والسلام في كتاب الكتروني صغير، أعلمُ جيداً أنهُ لا كتابَ ولا كتابين أو عشره قد تكفي لحصرِ سيرتهِ العظيمة صلى الله عليه وسلم.

ولذا سأكتفي هنا بوضعِ بعضٍ من سيرتهِ الطاهرةِ فيما يخصُ تعاملاته ومكارمَ أخلاقه وحُسنَ خِصالهِ ، ومواقف نبيلة لا تُحصى حين تتأملُ في تفاصيلها وتدققُ فيها تُدركُ كم كان َعظيماً ورحيماً ومعلماً للبشريةِ أجمع.
ولأنَّ الكلماتُ أصغرُ من أن تصفهَ وتحتويه صلى الله عليه وسلم ، سأترككم ُمع سيرتهِ الجميلة والربانيةِ ، اقرءوها بتمعنٍ وبقلبٍ نقي واستشعروا كم هو جميل أن يكونَ الإنسان إنساناً .. يمارسُ إنسانيته في أنبلِ صورها مع الكائناتِ من حوله، وكم هو جميلٌ هذا الدين " الإسلام " وكم هو عظيمٌ هذا الرسول صلى الله عليه وسلم حينَ تَركَ الدُّنيا كُلها خلفهَ وأحتملَّ بِحُبٍ وتسامح وصبّر هموماً تنوء بحملها الجبال فقط من أجلكَ وأجلي وأجلِ خيرِ البشريةِ.

محمدٌ صلى الله عليه وسلم كانَ وسيظلُ دائماً مدرسةً ربانيةً حقيقيةً وعميقةً لِكُلِّ تلكَ القيم النبيلة والجميلة التي نفتقدها كَبشر ويفتقدها الإنسانُ فينا، قيمٌ نسيناها في خضمِ صراعاتنا مع الحياةِ والآخرين بلا اكتفاءِ فقط من أجل المزيد من دُنيا زائلةٍ بلا عودةٍ أبداً .

محمدٌ صلى الله عليه وسلم مدرسةٌ في الحُبّ ، الإيمان ، السّلام ، العطاء ، تحمل المسئولية ، الصدق ، الشجاعة ، الاصطبار " وهو أعلى درجةً من الصبّر " ، القوةُ في الحق ، العفو عند المقدرةِ ، الرّحمةُ والعطف ، التسامح ، الإيجابية والتفاؤل ، الكَرم ، الشعورُ بالآخرين، الأمانه ، اللين والرفق ، الرضا والقناعه ، الحِلُم ، حُسن الظن ، الإحسان ، التعاون ، التبسّم ، الشُورى ، المُبادره ، العَدل ، التخطيط و التأني ، تعبدُ الله والتقربُ إليه بالبلاءِ والأحزان .
بل حتى أنّهُ صلى الله عليه وسلم كانَ مدرسةً تُعلمنا التهذيب والرُقى في تعاملنا مع أعدائنا قبلَ أصدقائنا ، ومع من نبغضُ قبلَ من نُحب وغيرها الكثير ُمن خِصالٍ كريمةٍ يعجزُ عن حصرها الفؤاد .

محمدٌ صلى الله عليه وسلم حياةٌ كاملةٌ لمن أرادَ أن يعيشَ إنساناً ، حُراً ، تقياً ، نقياً على كُثرِ ما حولهِ من ظُلمةٍ وضمائرَ تغطُ في سباتٍ عميق.
إذاً فكتابُ الله تعالى وسنهُ رسوله صلى الله عليه وسلم هما طريقُ البشريةِ للحُبِ والسّلام والخلاص من آفاتِ النفوسِ ومن شرورها والانطلاقِ من ضيقِ نزواتِ وشهواتِ النفسِ البشريةِ المُهلكةِ إلى أفقِ محبّةِ الله والصبّر وجهادِ النفسِ وتهذيبها بِرقُي وإيمانٍ يصلُ بها إلى طوقِ النجاةِ ..
إلى الجنّة " حُلمنَا الأخضر الجميل " برفقةِ المصطفى صلى الله عليه وسلم .

حمداً لكَ يا الله وشكراً لا تتسعُ لهُ أرضٌ أو سَماء .. وثناءً لا أحصيهِ عليكَ
أنتَ كما أثنيتَ على نفسكَ ..أهلُ الثناءِ وأهلُ المجد
ثُمَّ صلاةٌ لا تحدُّ ولا تنقطعُ وسلامٌ على محمدٍ رسولَ الرحمةِ والنّور والإحسان
وعلى آلهِ الطاهرين وأصحابهِ الأتقياءِ الصابرين صلى الله عليه وسلم ..

،،،

شارك الكتاب مع اصدقائك