كتاب رحيق النحو بقلم حسن محمد حسن..الحمد لله أحق الحمد وأوفاه والصلاة والسلام على رسوله ومصطفاه محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه ومن والاه. أما بعد: فإن البعض يسألني لِمَ هذا الجهد الذي رغم كبره فهو متواصل ويتعجبون من ذلك كثيرا حتى أن بعضهم تصور في البداية أني أفعل ذلك من أجل حب الظهور والشهرة والأمر ليس كذلك بتاتا ... كل ما في الأمر أني رأيت أن الله قد أعطاني موهبة في تبسيط قواعد النحو وفهم عقلية الطلبة لكثرة احتكاكي بهم وأني كنت طالبا مثلهم في المدرسة وأن الله قد مَنَّ عليَّ بأن جعلني محبا للاطلاع والبحث في علم النحو فقرأت من الكتب الكثير منذ كنت في الصف الثاني الإعدادي وما زلت أقرأ ... وإن أول ما دفعني لمساعدة الطلاب على فهم علم النحو هو أني أخشى أن يسألني الله يوم القيامة ماذا فعلت بما قد أعطيتك وبما مننت به عليك فلا أجد جوابا
... لذا كانت هذه المساعدات وهذا الكتاب الذي بين أيديكم هي نابتة عن إحساس بالمسئولية وأرجو من الله أن يتقبله مني ويجعله في ميزان حسناتي وينفع به كل دارس وأتمنى لو أني هكذا أكون أديت ما عليَّ من واجب.... ثم إن ثاني ما دفعني لكتابة هذا الكتاب هو أنه عندما خرجت من الثانوية العامة أصابني الحزن الشديد على ما رأيت من ترك الطلاب لعلم النحو ... وكان الطلبة بعد تلك المرحلة فريقين: فريق كان جيدا في النحو وكان يحبه لكنه تركه لأنه تقدم لكلية لها مجالات لا علاقة لها باللغة مثل كليات الطب والهندسة والتجارة إلخ ولما تركوا النحو تركهم النحو فذهب من أذهانهم ما كانوا يعلمون ونسوا حتى أبسط القواعد وهؤلاء خاسرون بشدة ... وفريق آخر لم يكن جيدا في النحو ولم يكن يحبه ثم أخطأ في أسئلة النحو في امتحان اللغة العربية فأضاع درجات فيه فضاعت عليه الكلية التي كان ينشدها فصار من لحظتها يكره النحو ويلومه ولا يتحمل أن يذكر أحد شيئا له علاقة بالنحو أمامه وهذا خاسر أكبر ... ومن هذين الفريقين يتضح أن علاقة الطالب بالنحو صارت علاقة درجات لا أكثر إذا انتهت علاقة النحو بالدرجات انتهت علاقة الطالب بالنحو ... وأقول إنه عيب بل عار على كل عربي ألا يعلم شيئا عن قواعد لغته أو حتى أن تكون علاقته علاقة مصلحة لا أكثر فهذا أمر جلل فإن لغتنا هي فخرنا وهي عزنا وكم عزَّ أقوامٌ بعزِّ لغات فكان الدافع الثاني للكتاب هو أن أنقذ الطلبة من كره النحو وأن أدفعهم إلى مداومة الاهتمام به حتى بعد الثانوية ... ثم شجعني على المضي في أمر هذا الكتاب إلحاح الطلاب وطلب الأساتذة لذلك وإعجابهم وثناؤهم على ما كتبت من شرح لدروس وما ذكرت من طرق سهلة بسيطة تيسر أصعب المسائل ... هذا وما كان من توفيق أو تيسير فمن الله وما كان غير ذلك فإنه لا يكلف الله نفسا إلا وسعها وحسبي أن النية خالصة لله.
وأتوجه ببشرى للطلاب وخاصة هؤلاء الذين يرون النحو علما معقدا وأنه لا يفهمه إلا صفوة من البشر وأنه لا جدوى من إتعاب أنفسهم ليفهموا هذا العلم ... فأقول لهؤلاء الطلاب خاصة إنكم مخطئون وإن النحو علم لذيذ وستعلمون وإنها فقط مسألة وقت حتى تجدوا هذا الرحيق الذي بين أيديكم قد استحال شهدا بكم ... فقد قضيت عاما كاملا أقرأ فيه هنا وهناك وأفحص رأي هذا وذاك وحرصت فيه على أن ألتزم بمنهج الثانوية وأخذت أثناء شرحي في الاعتبار لشيئين الأول ما هو صحيح نحويا والثاني ما هو صحيح بالنسبة لمنهج الثانوية ... وما زلت كذلك آخذ كل رأي وأنقحه وكل مبهم وأوضحه حتى وفقني الله إلى شرح ستجدونه في التبسيط آية وسيمنحكم من العلم والدراية ما يحقق لكم كل غاية فأبشروا ^_^ ... ثم إن الكتاب قد مضيت فيه كالتالي: بدأت بشرح بسيط مفصل لكل ما يهم الطلاب في منهجهم ... ثم أتبعت الشرح بخمسين قطعة مجابة ثم أتبعت الخمسين المجابة بخمسين أخرى غير مجابة فصاروا جميعا مائة قطعة وجعلتهم جميعا في مستوى ما قد يأتي في امتحان للثانوية العامة ثم أتبعت ذلك بقطع قليلة لمتفوقي المتفوقين ممن يحبون تلك الأسئلة الصعبة ... ثم في النهاية ختمت بنصائح للثانوية العامة تعطيكم فكرة عنها ... فاطمئنوا ولا تقلقوا ... الكتاب كتابكم فانطلقوا يا وفقكم الله ^_^.