كتاب رسائل إلى عامل المنجم و عندما توقف الزمن في القبو
تأليف : مصطفى تاج الدين الموسى
النوعية : نصوص وخواطر
كتاب رسائل إلى عامل المنجم و عندما توقّف الزمن في القبو بقلم مصطفى تاج الدين الموسى ...ضوء النهار لا يصل إلى هذا القبو البشع، هنا لا أعرف النهار من الليل، ولا الجمعة من السبت من الأحد، الأيام المقدسة لدى الشعوب، في هذا القبو الكريه تفقد الأيام أسماءها، وتفقد قدسيتها. "مونودراما العزلة والقسوة" في مونودراما "عندما توقف الزمن في القبو" لـ
مصطفى تاج الدين الموسى، مقاربة أخرى للمأساة السورية، يذكرنا إطارها العام بمسرحية (احتفال ليلي خاص بدرسن) للكاتب الراحل مصطفى الحلاج، ففي كليهما يجري الحدث تحت الأرض خلال الحرب. يختبئ في مسرحية الحلاج عدد من المواطنين الألمان في ملجأ تجنباً للموت من قصف الحلفاء. ويختبئ في مسرحية (الموسى) بطلها الوحيد الشاب يوسف في قبو أحدى البنايات تجنباً للاعتقال والموت من القصف الوحشي، وكلا المسرحيتين تدين العدوان وتنحاز إلى الإنسان الضحية. ثمّة قسوة متناهية في مسرحية "عندما توقف الزمن في القبو" الذي يعاني بطله العزلة القاتلة، جاهلاً متى يكون الوقت ليلاً أو نهاراً، ولا اسم يومه أو غده، منتظراً مجيء أمه إليه لتجلب له احتياجاته الإنسانية، ولا شيء في القبو يجعله يشعر بالزمن سوى دوران عقارب الساعة القديمة المعلقة على الجدار، لتصير تكتكات عقرب الثواني فيها، مع مرور الأيام، الموسيقى الوحيدة في المكان. إن هذا النص، على عكس الكثير من النصوص المونودرامية التي تقوم على السرد والبوح والاستذكار، يتسم بكثرة الحركة والانفعالات والتحولات التي تطرأ على شخصيته الوحيدة، وهذا سرّ تفوقه وأهميته. (الناقد المسرحي العراقي عواد علي / مجلة الجديد اللندنية 2016)