كتاب رمضان شهر الجود والكرم بقلم الشيخ السيد طه أحمد ... إن رمضانَ شهرُ الجود، وشهر السخاء؛ فالنفوس في هذا الشهر تقترب من مولاها، وتنبعث إلى ما يزكيها ويطهرها من شحها، {وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (9)} [الحشر]. فعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله تعالى عنهما، قَالَ: {كَانَ رَسُولُ اللَّهِ)ﷺ) أَجْوَدَ النَّاسِ، وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ، وَكَانَ يَلْقَاهُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ فَيُدَارِسُهُ القُرْآنَ، فَلَرَسُولُ اللَّهِ)ﷺ)أَجْوَدُ بِالخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ المُرْسَلَةِ} [البخاري ومسلم] هكذا وصف حال النبي )ﷺ)، وهكذا ينبغي للمسلم أن يكون {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ (21)}[الأحزاب]. إن أعلى تجارة وأغلى تجارة هي التجارة ببذل النفس والمال لله عز وجل، كما قال تعالى:{إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ (29)} [فاطر].