كتاب سفر برلك للمؤلف سعيد بن وليد طولة لم تكن حادثة (سفر برلك) منعطفاً سياسياً فحسب، بل كانت مأساة نُقشت في أذهان المدنيين وطُبعت في نفوسهم، حتى صارت حديث المجالس بينهم، وجعلوها عنصراً أساسياً تعزى إليه الأسباب، وحدثاً يؤرخون به أحوالهم، ومأساة يرويها الرجال والنساء في قصة سينمائية عجيبة، يزيدون أحياناً كثيرة
وينقصون، ليحكوا لأولادهم قصص الثكالى واليتامى والأُسَر التي تبددت بالرحيل والجوع والوباء والموت. وتعد هذه الحادثة أيضاً نقطة تحول مهمة في تاريخ الحجاز عموماً والمدينة المنورة خصوصاً، ومع أهمية هذه الحادثة على الصعيد التاريخي إلا أنها افتقرت إلى الكتابات والتآليف التي تستحقها، ولعل ذلك يعود إلى قلة ما كتب من جهة، وإلى كثرة الروايات الشفهية المتضاربة. ويعتبر هذا الكتاب مدخلاً تاريخياً لدراسة هذه الحادثة، يمهد الطريق للباحثين والمهتمين في تغطية آثارها وتداعياتها الاجتماعية والفكرية على المدنية المنورة، والحجاز بشكل عام.