أن موتي قريب لغصن فوق رأسي فكوني الزهور الأخيرة الباسلة، فأنا آخر بستان للشعر في هذا العالم ولا سياج لي أنني نجمة نائية في ليل الفقراء الطويل يجب أن تطفأ صخرة نائية في الطريق في أي قمة يتعثر بها ويلفها الصاعدون والها بطون يجب أن تزول فزمن الخدوش والعقبات الصغيرة قد ولى. ولكني حائر بين ألم السقوط وعار النجدة خائف من الموت وحيداً في إحدى الغرف المظلمة الفتنة وأن لا تكتشف جثتي إلا من الرائحة وتنشقات المارة.
فأيامي معدودة، وساعات حبي تتناقص كالمؤن أيام الحصار. يقال أن رؤوس المحكومين بالموت في الثورات الجامحة، حتى بعد أن تطيح بها شفرات المفاصل وتدحرجها نحو أرجل الجماهير، تظل قسمات وجوهها محتفظة للحظات بتعابير الرعب والأمل والخيبة، وتظل نتوسل إلى من حولها بنظرات الدهشة والعتاب والتساؤل. هكذا أنظر إلى حبالك ووهادك إلى أرضك وسمائك يا وطني". عندما يتنتب حب الوطن في القلب يصبح الكلام أحلى، وعندما تسكن صورته المآقي، يصبح المشهد أجمل. هو ذا محمد الماغوط في نصوصه سياف الزهور، وكأنه يحمل الكلمة سيفاً، في مبارزاته في ساحة الوطن.
كتاب سياف الزهور تأليف محمد الماغوط
"أسرعي يا حبيبتي أسرعي، عاشقان خائفان عاشقان أعزلان الا من الليل والتنهدات هما سيف الثورات وترسها. إنني أناديك يا حبيبتي وأصابعي تحوم من فكرة إلى فكرة ومن صفحة إلى صفحة، كفر بأن تشم رائحة جثث ولا تراها،