كتاب سيد قطب: من القرية إلى المشنقة بقلم عادل حمودة..من يعرف بداية سيد قطب، كان من عاشر المستحيلات أن يعرف، أو يتوقع، أو يتخيل، أو يتصور... أو متى يتنبأ بما ستكون عليه خاتمته! بدأ معلماً وانتهى زعيماً... بدأ ناقداً للأدب، وانتهى ناقماً على الثورة... بدأ شاعراً، رقيق الحس، مرهف الانفعال، ينظر إلى الحياة نظرة فنان، وانتهى غاضباً، ساخطاً، متمرداً، محرضاً على الكفاح المسلح ضد نظام جمال عبد الناصر... بدأ ملحداً، لا يثق في وهبة الدين على تغيير البشر، وانتهى متطرفاً، بعد أن جزم بتكفير المجتمع وجاهليته... بدأ متفتحاً على الدنيا. متحمساً للمعارك الفكرية، وانتهى معلقاً في إحدى مشانق "الستينيات"، حاملاً. منذ ذلك الوقت حتى الآن لقب "شهيد".
مشوار حياة هذا الرجل بكل تفاصيله ومنعطفاته، وبتغيراته هو ما سيرويه الكاتب السياسي عادل حمودة في كتابه هذا من القرية إلى المشنقة، متعرضاً في ثناياه إلى أسرة هذا الرجل، ولادته، حفظه للقرآن قبل المراهقة، حبه الأول، رأيه في المرأة الأمريكية، حبه لسعد زغلول. دراسته إلحاده، مساندته للعقاد ضد الرافعي، انحيازه لشعراء الغزل حماسة لنجيب محفوظ، نقده لرجال الدين وللكتب الفقهية القديمة... قواعد الصراع بينه وبين عبد الناصر، دخوله للسجن تكفيره، رد الأزهر على أفكار، أفكاره حول الدين والسياسة والجماعات الإسلامية. اعتراضاته في السجن الحربي... وأخيراً شنقه.