كتاب شجرة الكون تأليف محي الدين بن العربي .. شجرة الكون تبدأ من حبة "كن" عند شيخ الصوفية ابن عربي ومنها يكون الخير والشر والكائنات. وسبب هذا التكوين هو لمعرفة الرب، فالله يقول: "كنت كنزاً مخفياً لا أُعرف، فأحببت أن أُعرف. فخلقت خلقاً فعرفتهم بي، فعرفوني" وكان هذا الخلق كلّه في الظلمة فرشّ الله عليهم من نوره، فمن أصابه النور اهتدى ومن أخطأه ضل! يريد ابن عربي إعادة تنظيم مفاهيم علم الوجود من حولنا. فكل شيء هو فرع لشجرة "كن". تلك الكلمة التي ينطق بها الإله لتكون به الأشياء. وأهم فروع شجرة ابن عربي هو فرع النبي محمد. ويسترسل ابن عربي في المديح وتبيان طبيعة النبي الجسمانية والروحانية والالهية، تلك الأخيرة ليعاين الله. ومن الحوارات التي دارت بين جبريل والنبي محمد عند "سدرة المنتهى": قال: يا جبريل أين الآن؟
فأجابه: يا محمد ارتفع الأين!
ثم يصل الحوار إلى طريقة الوصول إلى الله فيجيب النبي: وأنا حبيبي مقدس عن الجهات لا يوصل إليه بالحركات، ولا يستدل عليه بالإشارات، فمن عرف المعاني عرف ما أعاني.
وعند الوصول يناديه الرب أن تقدم...
فيجيبه النبي: يا رب إذا انتفى الأين فأين أضع القدم؟!
قراءته ممتعة وهي أقرب إلى الرحلة الميثودولوجية عن الخلق. لكنه يحتاج قراءة غير قراءة "الظاهر" -كما يسميها الصوفيون- فمعانيه خفية تستعصي على إدراك مقصودها.