كتاب شرح إلهيات الشفاء - ج 1

محمد تقي مصباح اليزدي

الفكر والثقافة العامة

كتاب شرح إلهيات الشفاء - ج 1 بقلم محمد تقي مصباح اليزدي..لا يخفى على متخّصص ما يحظى به كتاب الشفاء للشيخ الرئيس من مكانة علمية سامقة، يحتلّ فيها كتاب المنطق وبرهانه مساحةً وافية، وينفرد كتاب الإلهيات بحصّة الأسد وقمّة الهرم في ذلك، يقول الملا مهدي النراقي في مقدّمة تعليقته على الإلهيات في حديثه عن الحكمة: >والأوّلون من الحكماء وإن اجتهدوا في تحقيقها وتبيينها، والآخرون منهم وإن لم‏يقصّروا في تهذيبها وتدوينها، إلّا أنّ الشّيخ الرئيس أبا علي بن سينا (ضوعف قدره) قد سبقهم في التحقيق والتدوين، وفاق عليهم في التنقيح والتبيين، وصنّف فيها ما صنّف من كتبه المشهورة ومؤلّفاته المعروفة،

 وكان من بينها الإلهيات من كتاب الشفاء أجلّها شأنًا وأقواها بيانًا وبرهانًا، قد تضمّن أكثر مسائلها، واحتوى على عوالي النّكت وجلائلها...< ، والشفاء بشكل عام يمثّل >دعامةً قويةً من دعائم الفكر الإسلامي العلمي والفلسفي منذ القرن الخامس إلى القرن الرابع عشر للهجرة< [من مقدمة الدكتور إبراهيم مدكور على إلهيات الشفاء] ، والإلهيّات منه >كان من أشدّ أقسام [الشفاء] تأثيرًا؛ لأنه يدور حول مشاكل شغلت الأذهان وكانت أساس البحث فيما سمّي بعلوم المعقول< [المصدر نفسه].
ويُعد شرح الأستاذ العلامة الشيخ محمد تقي مصباح اليزدي (حفظه الله) – والذي هو عبارة عن تقريرٍ لدروسٍ كان قد ألقاها على طلبة الفلسفة بين عامي (2003 - 2008 م) – من أهم الشروح وأوفاها على كتاب الإلهيات؛ وذلك لمكانة الشيخ العلمية وهو الرائد في هذه الدراسات وصاحب الباع الطويل من جهة، والأسلوب الذي اتبعه في شرح هذا الكتاب من جهة أخرى.
فـإلهيات الشفاء متنٌ مغلقٌ غاية في الإغلاق صعب لا يذل إلّا للأوحدي من فحول العلماء، ولا ينقّح إلّا للألمعي من أكابر الحكماء فضلًا عمّن لم يزاول العلوم العقليّة، زاده أنه كُتب في عصر كانت الفلسفة الإسلامية في صبى عمرها، لم تترعرع بعدُ أبحاثُها ولم تُنقّح مسائلها ولم تستقرّ اصطلاحاتها استقرارًا تامًّا، علاوةً على أصل التعقيد في هكذا مباحث عقلية بعيدة عما ألِفَته العقول من استئناس بالمحسوس دون المعقول، فما بالُك إن تذكّرت أن الشيخ الرئيس رجلٌ أعجميٌ، الفارسية لغته الأمّ وكان يكتب بالعربية، وهذا ما زاد على ذلك التعقيد تعقيدًا آخر، وستجد لذلك نماذج كثيرة منتشرة في طيّات المتن لا يحتاج الالتفات إليها إلى عناء يُذكر.
ومع ذلك كله فقد جاء الشرح عكس المتن تمامًا، فتراه سهل العبارة جميل الأسلوب مؤدّيًا للمعنى بأيسر طريق وأسهله. 

شارك الكتاب مع اصدقائك