كتاب شموع حوزوية لا تنطفئ

تأليف : حيدر عاشور

النوعية : مجموعة قصص

كتاب شموع حوزوية لا تنطفئ  بقلم حيدرعاشور....حبر الكلمة ودم الشهادة تكررت دعوات ممثلي المرجعية الدينية العليا في خطب الجمعة المباركة في أكثر من مناسبة إلى مسألة التوثيق والتدوين الأدبي سواء لبطولات الحشد المقدس في سوح الجهاد، أم لمآثر الحسينيين من الخَدَمَةِ خلال الزيارات المليونية، وتسجيل مواقفهم الإنسانية الأكثر من  رائعة، إذ إن هذه الدعوة الحكيمة في تأشيرها المخلص قطعاً لم تأت من فراغ، بقدر وضعها لأصبع التشخيص الدقيق والعلاج الشافي على مكمن علّة قد تغيب عن أذهان الكثيرين من أجل إعلاء كلمة الحق وسلطان الحقيقة، فتقدير المرجعية العليا لمثل هذا التوثيق والتدوين ودعوتها إليه متأت - كما هو دأبها – من رؤية ثاقبة وبعد نظر، وحرص شديد لحفظ الحقوق لأصحابها من الضياع مع تغيّر الزمن وتقلب الأحوال، والتغيّر والتقلب ُسنة الحياة، ولكيلا تضيع مجدداً الدماء والتضحيات، مثلما ضاعت سابقاً بزمن ليس ببعيد عنا في تاريخنا الحديث. وهنا يبرز أمر لعله أكثر أهمية في هذا التأشير وهو التركيز على جنس أدبي بعينه وهو القصة من بين بقية الأجناس الأدبية المعروفة، لما تمثله من قدرة عالية على حفظ الوقائع والأحداث حيّة النبض والإحساس في حياة الناس، كون القصة أكثر أجناس الأدب قرباً للنفس وأكبرها تأثيراً من أجل احداث التغيير والإصلاح وحفظ المآثر للتاريخ، فهذا التأشير الدقيق على دور القصة الفاعل والمؤثّر والحيوي ينم عن معرفة ودراية، وليس كما يحلو للبعض أن يحصر دور المرجعية العليا في الأمور الدينية، بل تجاوز ذلك إلى أمور عديدة ومتنوعة مما يمسّ صميم حياة الفرد والمجتمع، لاسيما في شؤون الأدب عامة والقصة منه خاصة، ومما يضيف أهمية أخرى لأهمية هذه الالتفاتة الدقيقة لقضية التوثيق والتدوين الأدبي الملتزم، هي محاولة تفعيل الحركة السردية في أدبنا الحسيني المعاصر، وتفجير الطاقات الإبداعية عند الأدباء والكتاب، من أجل ادامة الزخم الروحي في قضية كربلاء. ختاماً، واستجابة لكل ما تقدم من دلالات بليغة، ولما للقصة من أهمية من الناحيتين التربوية والتوثيقية، لاسيما وإن القصص احدى أهم وسائل التبليغ الإلهي لرسالات السماء كما في قصص القرآن الكريم، أقول لذلك كله ارتأت العتبة الحسينية المقدسة أن تتبّنى مشروع: (التوثيق الصحفي والتدوين الأدبي)، وكما هو دأبها في اقامة مشاريع عملاقة على عدة أصعدة لكنها تمس حياة الإنسان وتسعى لإعادة بنائه داخلياً وخارجياً، وبالفعل تم استحداث وحدة التوثيق والتدوين الأدبي ضمن شعبة النشر في قسم الإعلام، وبمباركة المتولي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي لكي تأخذ هذه الوحدة على عاتقها جمع وأرشفة ونشر مثل هذا النتاج الأدبي المهم، ولكي تؤرخ فنياً مثل تلك البطولات الجهادية والمآثر الحسينية كنبراس للأجيال القادمة يستضاء بها، وترسم لهم طريق الولاء بالتضحية والفداء.

شارك الكتاب مع اصدقائك