كتاب طوق الياسمين من سير العلماء والصالحين بقلم ابراهيم عبد العالي .. إن الله تعالى الذي تكفل بحفظ هذا الدين سليما نقيا، واضح المعالم كاملا، نبراسا للمهتدين في كل زمان ومكان، إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، قد قيض لهذا الدين علماء، وأئمة مجتهدين، فسروا كتابه وبينوا أحكامه، وجمعوا وحفظوا سنة نبيه صلى الله عليه وسلم وأقوال الصحابة رضوان الله عليهم، والتابعين لهم بإحسان، واعملوا فهمهم وعلمهم في الكتاب والسنة وأقوال أئمة خير القرون وآرائهم، واجتهدوا فيما جدّ من القضايا التي ليس لها نصوص معينة، فجعلوا لها باجتهادهم حكما، حتى خلفوا لنا علما أجاب عن كل مسألة، وحل كل عقدة، وهدى كل حائر، وحكم في كل قضية، ووضعوا قواعد شرعية جليلة، من خلال الكتاب والسنة، وفهمهم لها، ليحكم بها على حوادث كل عصر وقضاياه، وما يظن أنه جديد في أحوال الناس ومعاملاتهم، وقد سار الفقهاء بعدهم سيرهم، وما يزالون يفعلون إلى يومنا هذا، وإلى ما شاء الله. وإننا لفي حاجة ماسة إلى نبراس عظيم، ونور جليل في طريق شبابنا إلى الله تعالى، على درب العلم والهدى، والفقه والورع وشدة الدين، وإعزاز العلم، والترفع به عن لعاعة الدنيا، والجهر بالحق، ولو كان في ذلك بذل الروح لله رب العالمين. وهذا الكتاب الذي نقدمه للقراء الكرام، يسلط الضوء على هؤلاء الأعلام بأسلوب جديد وعرض متميز لنبرز أمام شبابنا القدوة الحسنة من خلال عرض مواقف من سيرهم وحياتهم وعظمة الأعمال التي قاموا بها، والجهد الذي بذلوه لحفظ هذا الدين ونشره.. لنسير على دربهم، وننهج مناهجهم، فنعيد للأمة عظمتها ونرفع لواءها عاليا وما ذلك على الله بعزيز.. وقد وضعت ترجمة موجزة لأولئك الأعلام رأيتها تناسب المقام، ولم أتخذ لنفسي منهجا ثابتا في هذا الجمع، فمن النمطية فررت ومن عدم الترتيب أردت ، أردته هكذا، لينقل القارئ من عظة مبكية إلى طرفة مضحكة على فائدة معجبة. فأي رحيق هذا الكتاب تنسمت ، فستجني من وراءه شهدًا صافيًا فيه شفاء للناس. وليكن على ذكر منك أني أَلْفِتُكَ إلى قول القائل : فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم إن التشبه بالكرام فلاح أسأل الله أن يتقبل هذا الجهد خالصا لوجهه الكريم، وأن يمن علينا بالتوفيق والسداد، ويجنبنا مزالق الخطأ ومهاوي الزلل، إنه على ما يشاء قدير، وبالإجابة جدير، وهو نعم المولى ونعم النصير.. الباحث : إبراهيم عبد العالي
نحن نعمل على تصفية المحتوى من أجل
توفير الكتب بشكل أكثر قانونية ودقة لذلك هذا الكتاب غير متوفر حاليا حفاظا على حقوق
المؤلف ودار النشر.