في هذا الكتاب الماتع يحكي لنا عباس محمود العقاد عن محنة اعتقاله ويحكي لنا عن تجربته في السجن، وعن كل ما جرى فيها بداية من أول استدعاء للمثول أمام النيابة وحتى الإفراج عنه بعد تسعة أشهر من الحبس،

  ويحكي لنا العقاد كل ما رآه في السجن ومن تعرف عليهم من المساجين وما لاحظه فيهم وما تعلمه من فنون تهريب الحلوى والدخان، وكذلك يحدثنا عن الاقتراض أو "السلف" بين المساجين، وعن أخلاقهم، وعن القراءة داخل السجن والتي فرضت عليها الكثير من القيود، وعن الطعام الذي كان مشكلة كبيرة للعقاد، وبالتالي فصفحات هذا الكتاب هى خلاصة ما رآه وأحسه وفكر فيه المؤلف يوم نزل عالم السدود والقيود، فلم يعنى الكاتب أن تكون قصة وإن كانت تشبه القصة في سرد الحوادث ووصف الأشخاص، ولم يعنى بها أن تكون بحثاً في الإصلاح الاجتماعي وإن جاءت فيها إشارات لما عرض له من وجوه ذلك الاصلاح، ولم يعنى بها أن تكون رحلة وإن كانت كالرحلة في كل شيء إلا انها مشاهدات في مكان واحد.