كتاب عبير الرحمة

تأليف : صادق الحسيني الشيرازي

النوعية : الفكر والثقافة العامة

كتاب عبير الرحمة بقلم صادق الحسيني الشيرازي ...كتاب (عبير الرحمة) لسماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي (دام ظله). من الواجبات العامة الملقاة على عاتق جميع المسلمين، معرفة إمام زمانهم ثمّ طاعته، وأهمّ ما يستدل به في هذا المجال من الأدلّة النقلية الحديث المتواتر: «من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية».فمن يرحل عن هذه الدنيا ـ طبقاً لهذا الحديث ـ دون معرفة إمام زمانه، فإنّ ميتته تكون كميتة من قضى على عهد الجاهلية، وكأن لم يربط بالإسلام أيّ رابط.ومما لا ريب فيه أنّ إمام زماننا هو الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الذي شحنت بذكره كتب المسلمين على الإطلاق من خلال الأحاديث والروايات والآثار التي بيّنت سمته وصفته وحسبه ونسبه،

 فقد صرّحت الأحاديث بأنّ اسمه اسم النبي الأكرم صلى الله عليه وآله، وبأنه الإمام الثاني عشر، وأنه آخر الأئمة، وأنّه من ولد عليّ وفاطمة سلام الله عليهما، وأنه ابن الإمام الحسن العسكري سلام الله عليه، فهو الوحيد الذي تنطبق عليه مواصفات الإمام المفترض الطاعة، وهو حيّ يرزق غيّب بأمر الله ومشيئته، وهو شاهد على أعمال البشر وسلوكهم، لا سيّما المؤمنين منهم، وأنّ الله تعالى ادّخره ليستنقذ به المستضعفين ويهدي الجاهلين، ويضع حدّاً قاطعاً لظلم الظالمين وتجبّر المتجبّرين، إنشاء الله تعالى.ولكن ممّا يؤسف له أنّ غياب المعرفة الصحيحة في تناول سيرة الإمام المنتظر سلام الله عليه بعد ظهوره المشرق، والجهل أو الخلط في تحليل الأحاديث والروايات والآثار الواردة في هذا الشأن، فضلاً عن المكذوب أو المدسوس من الروايات المزعومة، حدت بالبعض إلى تصوّر الأوهام وكيل ما هي تهمٌ في الواقع إليه عجل الله تعالى فرجه والتي لا تصحّ نسبتها حتى إلى الفرد العاديً!من هنا يعرض هذا الكتاب جانباً من رؤى المرجع الديني آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي (دام ظله) فيما يخصّ السيرة المهدويّة حيث يرد سماحته المزاعم التي تصوّر الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه بأنه رجل قتل ودم، وكأن من مهمّته الإبادة والانتقام، ملفتاً النظر إلى دور الروايات التاريخية المدسوسة في بلورة هذا التصوّر المغلوط، عامداً إلى تمحيص أسانيد هذه الروايات وبيان مدى سقمها، ليخرج بتحليل علمي دقيق مفاده أنّ جميع تلك المرويّات إن لم تكن واهية من الأساس، فمطعون في بعض رجال سندها وإن أقحم فيهم ـ إلى جنب الكذّابين والمزوّرين ـ بعض الثقات المعوّل عليهم في صحة الأخبار ووثاقتها.كما يلفت سماحته بعد ذلك إلى أهمية أن يعرف الإنسان المؤمن ما هي المسؤولية الملقاة على عاتقه في عصر الغيبة، وينبّهه إلى أنّ معرفة الواجب مقدّمة على الرغبة التي تساور كثيراً من المؤمنين في التشرّف بلقاء الإمام صلوات الله عليه فرغم أنّ من نالوا هذا الشرف العظيم هم في الغالب ممن يعون المسؤولية ويعملون بها، إلا أنّ من الأفضل والأكمل القول بضرورة الجمع بين الإصرار على تحمّل المسؤولية وبين الطموح إلى التشرّف بلقائه صلوات الله وسلامه عليه مشيراً إلى أنّ التزام المحبين بما تملي عليهم المسؤولية في العمل بالواجبات وترك المحرّمات، سيجعلهم يحظون بلطف ورعاية الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه، كما حظي الشيخ المفيد رحمه الله وبعض المؤمنين من قبل بذلك.

شارك الكتاب مع اصدقائك