كتاب علم التوحيد عند أهل السنة والجماعة - المباديء والمقدمات
تأليف : محمد يسري إبراهيم
النوعية : الفكر والثقافة العامة
بالبعض اكتفىومن درى الجميع حاز الشرفاوكان علم التوحيد من العلوم التي كُتبت فيها تلك المقدمات، والمباديء الممهدات، فكان العجب لا ينقضي حين قدّضم المتكلمون لعلم التوحيد فسموه بغير اسمه! وعرَّفوه بما يزيده إبهاماً! وقرَّبوه للطالب فصعَّبوا مناله، وأقاموا أدلته بما يملؤه التباساً، وموَّهوا بأن واضعه بعدما جاءت به المرسَلون، بعض المتأخرين عن عصر التابعين وتابعي التابعين، وألبسوا حُلَل فضله - زوراً وبهتاناً - لما أسموه بعلم الكلام، المُقتَبس مِن منطق وفلسفة اليونان.فأردتُ أن أصل مؤلفات أهل السنة العظيمة في علم التوحيد، بمقدمة في التعريف به، تعيد الحق إلى نصابه، وتدفع عن مباديء علم التوحيد شبهاته، فاستعنت بالله تعالى وهو خير مستعان، فكتبتُ معرِّفاً بأهل السنة والجماعة، وبينت حقيقة منهجهم، وبم تتم النسبة إليهم، ونسجت على تلك المباديء العشرة علم التوحيد على طريقتهم، فليس بين ما كتبه المتكلمون وبين ما في هذا الكتاب من مباديء علم التوحيد إلا الأسماء.ثم أردفت ببيان خصائص عقيدة أهل السنة والجماعة، وقواعد وضوابط الاستدلال على مسائل الاعتقاد.وأخيراً ختمتُ الكتاب بملحقين، تضمن أولهما فهرسة تفصيلية لموضوعات ومسائل الاعتقاد، وتضمن الثاني تعريفاً بمائة كتاب من كتب الاعتقاد الصحيح من لدن الفقه الأكبر لأبي حنيفة النعمان وإلى وقت الناس هذا.ولسان الحال والمقال ينطق بأن السلف أهل السنة والجماعة، هم أهل الإسلام السالم عن كل شوب، الصافي عن كل كدر، وهم من لدن النبي صلى الله عليه وسلم وإلى يوم الناس هذا على نمط واحد في الاعتقاد، لا يخرجون على الحق، ولا يخرج الحق عنهم.وهذا الكتاب وإن خلا عن سرد عقائدهم، وبيان تفاصيل أصولهم ومناهجهم إلا أنه يمثل مدخلاً مهماً لطالب هذا العلم. :