كان مشغل الأغاني بالنسبة له هو رمز الهدوء، أو السبيل للراحة والجلوس في سكينة دون حراك، وحتي دون نفس. لا يُخرجه من تلك الحال سوي خطواته المحسوبة التي تحتفي بتوجهه للتوجه للضغط علي زر التشغيل
لم يكن أبداً ليخرج عن ذلك الوقار فتتملكه الحماسة أو تراوده أحلام وخيالات اليقظة وهو ينصت اليه ، وخاصة عندما يشغل الموسيقي التي يهواها، تلك الكلاسيكية الخالصة التي تأخذه معها إلي فترات زمنية سابقة. وعندما تنساب الموسيقي من قلب الجهاز كان يشعر بنشوة لم يشعر بها إلا لاحقاً في لحظات الحب . ذلك الشعور الذي لم يستطع توصيفه سوي بعد مرور ربع قرن علي تلك اللحظة : لقد انغمستُ وذُبت في الموسيقي. و حتي ذلك التوصيف لم يكن مطابقاً كلياً لمكنونات مشاعره.