كتاب فك شفرة الكون: كيف يفسر علم المعلومات الجديد كل شيء في الكون بقلم تشارلز سايف .. يتشكلّ وعيُنا الإنساني كتراكُم لتطوّر التفاعل بين الإمكانات الموروثة في دماغنا البشري وبين بيئتها الاجتماعية، ويتجلّى هذا الوعي عبر وسيط يتمثّل في اللّغة. فبدون اللّغة ما كان لنا مراكمة هذا الوعي الذي بدأ بالسحر ولم ينته بأعقد النظريات العلمية مرورًا بالفلسفة والدين. كيف بدأ الكون والحياة وكيف سينتهيان؟ يبقى هذا السؤال المركّب مطروحًا حتّى اللحظة التي سينتهي فيها وجودنا كمخلوقات واعية على هذا الكوكب المنزوي في مجرّة ضمن ملايين المجرّات في هذه الأكوان اللامتناهية. ويبقى العلم، وحده، هو المسبار الموضوعي للإجابة عن هذا السؤال خلال رحلتنا لتفسير الظواهر الطبيعية، من انشطار الذرّة حتّى انقسام الخلية وتشكّل الكائنات الحيّة. لقد زعم الإنسان ـ دون سائر الكائنات الحية ومنذ فجر وعيه ـ أنّ هناك علاقة سببية بين وجوده وبين نشأة الكون. وتمثّل هذا الزعم في العديد من الروايات الأسطورية التي تبلورت في فلسفات وديانات أخذت على عاتقها الإجابة عن هذا السؤال الخاصّ بمعنى وجودنا وبالحياة وما بعدها.