كتاب في فلسفة الطب بقلم ـحمد محمود صبحي.. يحتوي هذا الكتاب على دراسة مستفيضة عن الطب الشعبي القديم ومدى ما أداه من خدمات للإنسان، وأن إلى الآن ما زال له قيمة علاجه، ولو أن القليل جداً من الوصفات الشعبية القديمة أثبت التقدم العلمي الحديث أن ضرها أكثر من نفعها. كما بين لنا الكتاب المذهب الحيوي لأرسطو الذي حدد مفهوم المرض وأسلوب العلاج في الطب القديم.
على جانب هذا أورد الكتاب كيف أقحم الطبيب العربي-لغة الإسلامي حضارة-ابن سينا الفلسفة على الطب، حتى أنه ارتقى بمبادئ العلوم كلها إلى ما بعد الطبيعة، وأن النشاط الروحي له أهمية بالغة في شفاء كثير من الأمراض، كذلك بين كيف تعرض ابن زكريا الرازي لما اسماه الطب الروحاني والطب النفسي.
وليس أدل على تداخل الفلسفة في المنهج الطبي من أن البحوث الطبية تبدأ بالملاحظات والتجارب ثم محاولة صياغة فرض حلمي يفسر تلك الملاحظات والتجارب واختبار هذه الغرض، فإنه اتسق مع تلك التجارب والملاحظات صار هذا الغرض قانوناً، وفلسفة الصحة أو فلسفة الطب الواردة في هذا الكتاب تبين أن الطبيب لا يستخدم منها الاستقراء فقط وإنما يستخدم أيضاً منهج الاستنتاج المنطقي في التشخيص والعلاج.
هذا ويتحدث الكتاب أيضاً عن الهندسة الوراثية وإمكاناتها الضخمة في الهيمنة على إنسان المستقبل، كما يتحدث عن الإنجاب الصناعي والأمانة بدافع الشفقة حقيقة إن هذا الكتاب يعطي القارئ نبذة تاريخية قيمة عن تداخل الفلسفة والطب من قديم الأزل وكيف أن بعض الأفكار الفلسفية قد أسهمت في تقديم الطب.
