كتاب قبس من هدي الصلاة - الطبعة الرابعة بقلم على مرسى مرسى .. يتضمَّن هذا الكتاب فى طبعته الرَّابعة ثلاثـة عناوين يرتبط كل منها بالآخـر ارتباطـا عقيديا متكاملا عندما يكون الحديث عن فريضة الصلاة التى لا تصح إلا بطهـارة ووضوء، حيث يشير العنوان الأول إلى [سُنن الفطرة] التى جبل الله تعالى عليها الخلق وفطرهم على محبَّتها، واستحسنها الأنبياء والصَّالحون ، ثم جاء نبيُّنـا [ ليؤكِّد تفعيلها فى حياة أُمَّتـه تعميقـا لقيـم الحنيفيَّة السَّمحة ووصلا لكمال الدِّين بما قبله من سمات النبوَّة والهُدى والرَّشاد. ثمَّ يقف العنوان الثَّـانى بقارئـه أمـام شرطية الطَّهارة لأداء الصَّلاة من خلال بحث مفصَّل عن مقاصدها الثَّـلاثة من غُسل ووضوء وتيمُّـم، عندما استمدَّ أهميَّته من الأسلوب الرَّفيع الذى قدَّمته آية الطَّهارة فى سورة المائدة نهجا قويما وتعريفا واضحا لتحقيق طهورية المسلم فى كلّ الظُّروف والأحوال. إنَّ المـادة العلمية التى أحاطت بكلِّ هذه المسائل وقدَّمت لها الشَّرح والبيان إنَّما أكَّدت فى مضمونها المعنى السـَّامى لأحكام الطَّهارة باعتبارها التَّرجمة الحيَّـة لفـلسفة الإسلام فى تكريم الجسم الإنسانى والاعتزاز به معنى ومبنى، وبرهنت على أنَّ القلب الشَّريف السَّامى لا يكون إلا فى الجسم النَّظيف الوضيئ الذى لا يشعُّ إلا حُسنـا وجمالا ولا يفيض إلا نضرة وبهـاءً، فحُسن الظَّاهر ونظافته لهو الدَّليل القائم على نقـاء الباطن وطهارتـه. ثم يأتى الحديث عن العنوان الثَّـالث وقد اشتملت تصانيفه على التَّعريف بأركان الصَّلاة وواجباتها وهيئاتها وسُننها، والتَّرجمة الوصفية لأفعالها وأقوالها، والتفصيل الكامل لفُروضها ومواقيتها، والتى يستطيع المسلم أن يجعل منها ذكرًا دائمًـا لله تعالى يعيش مع كل رُكوع فيها فيوضاته وتجلِّياته، ويستروح مع كل سجدة منها رحماتـه وبركاتـه. وعندما يُقيم الكتاب محوريَّة البحث فيه على التَّعريف بسُنن الفطرة وأحكام الطَّهارة وفروض الصَّلاة، فإنـَّه يستمدُّ ذلك من هـدى الكتـاب وصحيح السُّـنَّـة وما أجمع عليه عُلماء الأمـَّة الأطهار وسلفها الأخيار، وعلى هذا النَّحو فإنَّ الكتـاب يأتى فى أسلوبه مُمتعـا لقارئيـه، وفى مادَّته مروِّحا للنـَّاظر فيه، فإن شـاء أوسعه من عـلمه نصيبا، ومن صفحاته ترغيبا وترهيبا، وإن شـاء وجده ناصحا لما يلتبس عليه من أمر، شارحا لـما يصعب عليه من إدراك وفهم. أمَّـا أحاديث الكتاب فقد تمَّ تخريجها بالقدر الذى فتح الله به علينا ويسَّر لنـا، مُعتمدين فى ذلـك على روايات الصَّحيح التى سجَّلتها كتب السُّـنـَّة الحانية، كذلـك أحكامه فما من حُكم منها إلا وهو قول إمام من الأئمَّة المُعتمدين رضى الله عنهم أجمعين، وما ذُكر فيه من أدلَّــة فليست هى كل الأدلَّة الواردة فى مسائله الفقهيَّة ولكنَّها جزء منها فقط، وما ذكر منها إشارة إلى ما لم يُذكر، ثم تأتى مادَّة الكتاب بعد ذلك تحصيلا فقهيًّا هادفـا يُضاف إلى رصيد المسلم من العلم النَّافع الذى به ربَّه ويعبُده، ويوحِّده ويذكره، فكفى بطالب العلم شرفًا أن تضع له الملائكة أجنحتها رضا بما يصنـع، وكفى بالمتفـقـِّه فى دينـه عـزًّا أن يستغفر لــه من فى السَّموات والأرض حتَّى الحيتان فى المـاء. والله تعالى من وراء القصـد وهو الهادى إلى سواء السَّبيل.