كتاب قضايا عربية بقلم أحمد أسعد الشقيري .. تعريب الاستاذ خيري حماد لمجموعة من الخطب والبيانات التي ألقاها الأستاذ احمد الشقيري، وزير الدولة في العربية السعودية لشؤون الأمم المتحدة ورئيس وفدها ، وقد ضم بياناته التي ألقاها بالإنكليزية في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة ولجانها السياسية، بمثل ما هي عليه من قوة وبالغ تأثير، ومتانة أسلوب وجزالة لفظ.
ضمنت هذه الخطب والبيانات روحها القوية، ومنطقها السليم، وحججها الدامغة، بأسلوب عربي صحيح، يستسيغه الذوق، ويتقبله الشعور والإحساس. الكثيرون ممن حضروا جلسات الأمم المتحدة في دوراتها المختلفة، من عرب وأجانب واستمعوا إلى الأستاذ الشقيري، وهو يتدفق في حديثه عن مشكلة فلسطين في مختلف نواحيها، إعجبوا ببياناته ، وأبدوا تقديرهم لما فيها من قوة منطق وسلامة تعبير وانطباق على الواقعية، بأسلوب قانوني رفيع، تساعده عليه ثقافته القانونية الواسعة ، وما أوتيه من موهبة في الخطابة والأداء. وليس من الغريب على الشقيري أن يتدفق كالسيل في الحديث عن فلسطين وقضيتها ونكبة أبنائها، بأسلوب عاطفي رائع يأخذ بالأفئدة ويأسر القلوب، فهو ابن فلسطين، وقد عاش نضالها ونكبتها، ورافق صراعها مع الحياة لتصل إلى ما تصبو إليه من حرية واستقلال. وإذا كان القدر الغاشم ، وتألب قوى الاستعمار والصهيونية والرجعية العربية، قد شاءا لفلسطين هذا المصير الذي آلت إليه، فإنها لن تعدم من أبنائها من يستطيع رفع صوتها عاليا، في المنتديات الدولية ، متحدثا عن الجريمة التي ارتكبت بحقها، ومبكتا ضمير الإنسانية على السكوت والصمت تجاهها. وليست الخطب والبيانات في هذا الكتاب ، كلها عن فلسطين ومشكلتها ، وأن كانت هذه القضية تحتل الجزء الأكبر منها، ففيه عرض رائع لقضية الجزائر، وجهادها المتواصل المستمر لتحقيق حريتها والوصول إلى استقلالها. ويرتفع الأستاذ الشقيري في حديثه عن هذه القصة البطولية المجيدة إلى الذروة في البلاغة والقوة وحسن العرض، وهذا ليس بالمستغرب، لان في أسطورة الجزائر الخالدة من الروعة والمجد ما يستفز المشاعر ويلهب الأحاسيس. وفي الكتاب أيضا قضايا كقضية قبرص ومشكلة نزع السلاح ، وهي من المشاكل العالمية التي بحثت وتبحث في الأمم المتحدة ، وكان حريا بالأستاذ الشقيري أن يوفيها حقها من الدرس والاهتمام .