كتاب كلمات: التقاط الألماس من كلام الناس

كتاب كلمات: التقاط الألماس من كلام الناس

تأليف : يوسف زيدان

النوعية : نصوص وخواطر

حفظ تقييم
تضمُّ صفحاتُ هذا الكتاب، تأملاتٍ متواليةً استغرقتُ فيها لأوقاتٍ طوالٍ، محدِّقاً فى (المفردات) التى تجرى على الألسنة. وهى مفرداتٌ تبدو للوهلة الأولى محدودةَ الدلالة بسيطة المعنى ، غير أن التأمل فيها، يكشف عن الكثير من المعانى المضمرة،

والشواهد المؤكِّدة أن (التواصل) بين المراحل الثقافية المتعاقبة، إنما يظهر على استحياءٍ وعلى نحوٍ من الغموض، فى عديد من الدلائل التى تخفيها اللغة بين طيَّات كلماتها وتعبيراتها. ولذلك، فالناسُ فى بلادنا تجرى على ألسنتهم كلمات، معظمها عامىٌّ وبعضها فصيحٌ ، يستعملونها فى حياتهم بيسرٍ وتلقائيةٍ (وأحياناً باستهانة) من دون أن يدروا بما تخفيه الكلمة بين حروفها من معنى عميق ، بل طبقات متراكبة من المعانى ، تراكمت بفعل الامتداد الطويل لتاريخنا الثقافى . والكلمات عموماً، هى رَسْمُ العالم فى الأذهان. فالوعى الجماعى والفردى يصوغ صورة العالم فى الذهن، عبر عدد من الكلمات التى تتألف منها اللغة . ولذلك فإننا حين نفكِّر، وحين ندرك، وحتى حين نحلم؛ فإننا نقوم بتلك الأنشطة الذهنية كلِّها، من خلال اللغة والكلمات .. ومن ثمَّ، فالكلمات هى مفاتيحُ المعرفة، وهى حدودُ المعانى، وهى وجودُ الأشياء فى العقل الإنسانى، وربما فى العقل الإلهى أيضاً! بحسب ما جاء فى الآية القرآنية البديعة ]قُل لو كان البحر مداداً لكلمات ربى، لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربى، ولو جئنا بمثله مدداً[ ونلاحظ هنا أن (كلمات ربى) تكرَّرت، مرتين ، لتوكيد هذا المعنى العميق الدال على أن الكلمات هى الوجود، وللإشارة إلى أن كلمات الله هى أمرٌ يفوق الإدراك والإحاطة. ولذا، نرى (المسيح) على جلال قدره، يوصف فى القرآن بأنه: كلمةٌ من الله .

تضمُّ صفحاتُ هذا الكتاب، تأملاتٍ متواليةً استغرقتُ فيها لأوقاتٍ طوالٍ، محدِّقاً فى (المفردات) التى تجرى على الألسنة. وهى مفرداتٌ تبدو للوهلة الأولى محدودةَ الدلالة بسيطة المعنى ، غير أن التأمل فيها، يكشف عن الكثير من المعانى المضمرة،

والشواهد المؤكِّدة أن (التواصل) بين المراحل الثقافية المتعاقبة، إنما يظهر على استحياءٍ وعلى نحوٍ من الغموض، فى عديد من الدلائل التى تخفيها اللغة بين طيَّات كلماتها وتعبيراتها. ولذلك، فالناسُ فى بلادنا تجرى على ألسنتهم كلمات، معظمها عامىٌّ وبعضها فصيحٌ ، يستعملونها فى حياتهم بيسرٍ وتلقائيةٍ (وأحياناً باستهانة) من دون أن يدروا بما تخفيه الكلمة بين حروفها من معنى عميق ، بل طبقات متراكبة من المعانى ، تراكمت بفعل الامتداد الطويل لتاريخنا الثقافى . والكلمات عموماً، هى رَسْمُ العالم فى الأذهان. فالوعى الجماعى والفردى يصوغ صورة العالم فى الذهن، عبر عدد من الكلمات التى تتألف منها اللغة . ولذلك فإننا حين نفكِّر، وحين ندرك، وحتى حين نحلم؛ فإننا نقوم بتلك الأنشطة الذهنية كلِّها، من خلال اللغة والكلمات .. ومن ثمَّ، فالكلمات هى مفاتيحُ المعرفة، وهى حدودُ المعانى، وهى وجودُ الأشياء فى العقل الإنسانى، وربما فى العقل الإلهى أيضاً! بحسب ما جاء فى الآية القرآنية البديعة ]قُل لو كان البحر مداداً لكلمات ربى، لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربى، ولو جئنا بمثله مدداً[ ونلاحظ هنا أن (كلمات ربى) تكرَّرت، مرتين ، لتوكيد هذا المعنى العميق الدال على أن الكلمات هى الوجود، وللإشارة إلى أن كلمات الله هى أمرٌ يفوق الإدراك والإحاطة. ولذا، نرى (المسيح) على جلال قدره، يوصف فى القرآن بأنه: كلمةٌ من الله .

الدكتور يوسف زيدان باحث ومفكر مصري متخصص في التراث العربي المخطوط وعلومه. له عديد من المؤلفات والأبحاث العلمية في الفكر الإسلامي والتصوف وتاريخ الطب العربي. وله إسهام أدبي يتمثل في أعمال روائية منشورة (رواية ظل الأفعى ورواية عزازيل) ، كما أن له مقالات دورية وغير دورية في عدد من الصحف المصرية والعربية. عمل مستشاراً لعدد من المنظمات الدولية الكبرى مثل: منظمة اليونسكو، منظمة الإسكوا، جامعة الدول العربية، وغيرها من المنظمات. وقد ساهم وأشرف على مشاريع ميدانية كثيرة تهدف إلى رسم خارطة للتراث العربي المخطوط المشتت بين أرجاء العالم المختلفة. يشغل منصب مدير مركز المخطوطات بمكتبة الإسكندرية منذ عام 2001 إلى الآن.
الدكتور يوسف زيدان باحث ومفكر مصري متخصص في التراث العربي المخطوط وعلومه. له عديد من المؤلفات والأبحاث العلمية في الفكر الإسلامي والتصوف وتاريخ الطب العربي. وله إسهام أدبي يتمثل في أعمال روائية منشورة (رواية ظل الأفعى ورواية عزازيل) ، كما أن له مقالات دورية وغير دورية في عدد من الصحف المصرية والعربية. عمل مستشاراً لعدد من المنظمات الدولية الكبرى مثل: منظمة اليونسكو، منظمة الإسكوا، جامعة الدول العربية، وغيرها من المنظمات. وقد ساهم وأشرف على مشاريع ميدانية كثيرة تهدف إلى رسم خارطة للتراث العربي المخطوط المشتت بين أرجاء العالم المختلفة. يشغل منصب مدير مركز المخطوطات بمكتبة الإسكندرية منذ عام 2001 إلى الآن.