كتاب لحظة صدق بقلم نوال السعداوي .. وتساقطت نظراتي الغائرة العمياء على شيء .. وجه.. وجه طفل؟ وجه فتاة؟ وجه رجل؟ لا أدري.. لم تستطيع عيناي الكليلتان أن تتبينا صاحب الوجه.. لكن رأيت وجهه. ورأيت على الوجه ابتسامة.. وشدتني الابتسامة إلى الدنيا فجأة كما تشد سنّارة الغوّاص اللؤلؤة من قاع البحر إلى سطح الأرض. كأنما كنت في قاعٍ عميق مظلم بعيد ثم جذبوني بحبل إلى النور والهواء.. وكأنما نسيت شفتاي الابتسام! فنظرت مشدوهة إلى الوجه لا أدري كيف أرد على هذه الابتسامة عجيباً.. التي بدت لي لغة جديدة لم أتعلمها.. وهززت رأسي بلا إرادة وبلا معنى لأرد على ابتسامته. وعيناي ثابتتان على وجهه متعلقتان بشفتيه كفريق يتشبث بحبل النجاة. وأحسست ثقل قدميّ قد خفّ بعض الشيء، وإن جسدي الحديدي قد لان بعض الليونة.. وفتحت فمي بلا وعي ووجدتني أنطق بلا إرادة: أشكرك". لتكن الحقيقة ما تكون، ولكنها تنطوي في أعماقها على شيء ساحر، أشدّ سحراً منها نفسها مهما كانت، شيءٌ لا ستكشف إلاّ في لحظة الصدق التي نواجهها بها. من وهي أو من وهم تلك اللحظة، أو ربما من واقعيتها، تنبثق: خيالات نوال السعداوي منطلقة في دهاليز الحياة، والأحرى في دهاليز النفس، لاستشفاف إرهاصات، وتداعيات تلك اللحظة التي يسمونها "لحظة صدق"
كتاب لحظة صدق بقلم نوال السعداوي .. وتساقطت نظراتي الغائرة العمياء على شيء .. وجه.. وجه طفل؟ وجه فتاة؟ وجه رجل؟ لا أدري.. لم تستطيع عيناي الكليلتان أن تتبينا صاحب الوجه.. لكن رأيت وجهه. ورأيت على الوجه ابتسامة.. وشدتني الابتسامة إلى الدنيا فجأة كما تشد سنّارة الغوّاص اللؤلؤة من قاع البحر إلى سطح الأرض. كأنما كنت في قاعٍ عميق مظلم بعيد ثم جذبوني بحبل إلى النور والهواء.. وكأنما نسيت شفتاي الابتسام! فنظرت مشدوهة إلى الوجه لا أدري كيف أرد على هذه الابتسامة عجيباً.. التي بدت لي لغة جديدة لم أتعلمها.. وهززت رأسي بلا إرادة وبلا معنى لأرد على ابتسامته. وعيناي ثابتتان على وجهه متعلقتان بشفتيه كفريق يتشبث بحبل النجاة. وأحسست ثقل قدميّ قد خفّ بعض الشيء، وإن جسدي الحديدي قد لان بعض الليونة.. وفتحت فمي بلا وعي ووجدتني أنطق بلا إرادة: أشكرك". لتكن الحقيقة ما تكون، ولكنها تنطوي في أعماقها على شيء ساحر، أشدّ سحراً منها نفسها مهما كانت، شيءٌ لا ستكشف إلاّ في لحظة الصدق التي نواجهها بها. من وهي أو من وهم تلك اللحظة، أو ربما من واقعيتها، تنبثق: خيالات نوال السعداوي منطلقة في دهاليز الحياة، والأحرى في دهاليز النفس، لاستشفاف إرهاصات، وتداعيات تلك اللحظة التي يسمونها "لحظة صدق"
طبيبة، ناقدة وكاتبة وروائية مصرية ومدافعة عن حقوق الإنسان وحقوق المرأة بشكل خاص. ولدت في مدينة القاهرة، وتخرجت من كلية الطب جامعة القاهرة في ديسمبر 1954، وحصلت على بكالوريوس الطب والجراحة وتخصصت في مجال الأمراض الصدرية. وفى عام 1955 عملت كطبيبة امتياز بالقصر العيني، ثم فُصلت بسبب أراءها وكتاباتها و...
طبيبة، ناقدة وكاتبة وروائية مصرية ومدافعة عن حقوق الإنسان وحقوق المرأة بشكل خاص. ولدت في مدينة القاهرة، وتخرجت من كلية الطب جامعة القاهرة في ديسمبر 1954، وحصلت على بكالوريوس الطب والجراحة وتخصصت في مجال الأمراض الصدرية. وفى عام 1955 عملت كطبيبة امتياز بالقصر العيني، ثم فُصلت بسبب أراءها وكتاباتها وذلك ب‍6 قرارات من وزير الصحة، متزوجة من الدكتور شريف حتاتة وهو طبيب وروائي ماركسي اعتقل في عهد الرئيس "عبد الناصر". تعرضت نوال السعداوي للسجن في 6 سبتمبر 1981م، في فترة "الرئيس السادات"، كما تعرضت للنفي نتيجة لأرائها ومؤلفاتها، كما تم رفع قضايا ضدها من قبل أصوليين متطرفين مثل قضية الحسبة للتفريق بينها و بين زوجها، وتم توجيه تهمة إزدراء الأديان لها، كما وضع إسمها على قائمة الموت للجماعات الإسلامية المتطرفة حيث هددت بالموت. كما رفضت محكمة القضاء الإداري بمجلس الدولة في مصر في 12 مايو 2008 . إسقاط الجنسية المصرية عن المفكرة المصرية نوال السعداوي، في دعوي رفعها ضدها أحد المحامين بسبب آرائها المدافعة عن حقوق المرأة. أسست جمعية تضامن المرأة العربية العام 1982 وهي جمعية تهتم بشؤون المرأة في العالم العربي.