كان اسمها مالطا، ولها قصة طويلة لا يعرفها إلا هو. أتت من بعيد، من قفر الربع الخالي. من صحراء تنجب إلا العطش والسعادات الصغيرة والرمل ونشوة الضوء. عندما كانت صغيرة لم يتجرأ أحد على أن يناديها باسمها.
كلهم استعاروا لها الألقاب التي شاؤوا. التينة، لأنها كانت سمراء. المجنونة، لأنها تفعل ما يدور برأسها، المشؤومة، لأنها ثالث أخواتها البنات. كانت جدتها، حنا تقول لها دائماً: أنت تحتاجين إلى مجنون، لكي يقبل بك زوجة وإلا ستعنسين. إلآ في هذه، تقول مالطا، فقد كانت حنا مخطئة، لأني كرهت الواقفين على عتبة الدار، إذ كنت أحتاج إلى رجل أحبه ويحبني. إلى فارس صغير يعلمني كيف أركب حصانه وكيف أتعلم معه خطوات العشق الأولى وكيف يعريني كبرتقالة بدون أن يفقدني حيائي