كتاب مجازات ابن عربي : كيف نفهم وحدة الوجود من خلال مجاز الكثرة للمؤلف علي أحمد الديري ما المقصود بمجازات الجسد في هذه الدراسة ؟ المجاز هو رؤية شيء من خلال شيء آخر أو هو تشكيل من منظور حسي لرؤية موضوع غير حسي أو هو رؤية حقائق إلهية وكونية وفلسفية وصوفية ، من خلال منظور الإنسان وجسده . كل ما يحيل
إلى جسد الإنسان وحواسه وامتداداتها وخبراتها يقع ضمن مجازات الجسد . وعليه فمجازات الجسد ، لا تقتصر على أعضاء الجسد من يد ورأس وعين ورجل وجذع ، بل تمتد إلى خبراتها الوجودية ومخططات فهمها المباشرة للحركة والإتجاه والاحتواء والانكشاف والوضوح وهذه مفاهيم تدركها العين بحاسة الإبصار ، وكذلك ما يتعلق بالصورة التي يكثر تداولها في خطابي إخوان الصفاء وابن عربي ، فهي تدرك عبر مجازات الجسد ، فخطابه يتداول مفهوم الصورة من خلال الإحالة على الحواس ، خصوصاً حاسة البصر ،فالصورة تظهر وتختفي وتتجلى وتستتر . والنسب والأعيان والمراتب في خطاب ابن عربي هي صور وليست أشياء عينية حسية ، لكنها تدرك بالحواس والعين خصوصاً . الخطاب بهذا المعنى تجربة في الكتابة لا تجربة في التفكير المجرد الفسفي فقط أو الفناء الصوفي فقط ،فهي كتابة ، حقائقها محايثة لمادتها ، وتتفتح حقائقها من خلال هذه المحايثة ، فكتابة ابن عربي يتفتح مفهومها لوحدة الوجود بمجازات التحلل والسريان والحلاوة واللذة والحب والحركة والمكاشفة والفتح .