كتاب محمد صلى الله عليه وسلم نبي الرحمة بقلم صلاح عامر .. فالنبي الكريم صلى الله عليه وسلم أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، في المحبة ولوازمها ، فيجب على كل مسلم أن يحب رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر من والده وولده والناس أجمعين ، بل أكثر من نفسه ، كما يجب على كل مسلم أن يفدي رسول الله صلى الله عليه وسلم بنفسه وأهله، كما قال الله تعالى : ﴿ مَا كَانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ وَلَا يَرْغَبُوا بِأَنْفُسِهِمْ عَنْ نَفْسِهِ﴾ {التوبة : 120} وقد قام الصحابة رضي الله عنهم بواجبهم تجاه رسول الله صلى الله عليه وسلم ففدوه بأنفسهم وأولادهم وأموالهم ، وقام التابعون لهم بإحسان بهذا الواجب أيضًا ، حتى قال أبو مسلم الخولاني : " والله لنزاحمنهم عليه حتى لا يستأثروا به دوننا ، وحتى يعلموا أنهم تركوا من خلفهم رجال ، ويبقى هذا الحق للنبي صلى الله عليه وسلم على كل جيل من أجيال الأمة ، وكل فرد من أفراد الملة ، كلما سنحت له فرصة ،وكلما وجد سبيلاً لنصرة النبي صلى الله عليه وسلم ، والذب عن سنته . فهذا أولى ما تنفق فيه الأنفاس ، وتبذل فيه الحيوات ، والله الموفق للطاعات ، والهادي لأعلى الدرجات . وقد قام أخونا الفاضل صلاح عامر أسأل الله أن يُصلح به ، وأن يُعمر قلبه بالإيمان بشي من هذا الواجب ، وقد ألقى الضوء على جانب من جوانب عظمة النبي صلى الله عليه وسلم ، وهو جانب رحمته صلى الله عليه وسلم ، وما أحوج الناس إلى الرحمة في هذه الأزمان الغابرة ، التي يأكل فيها القوي الضعيف ، وأسأل الله تعالى أن يوفقه إلى إلقاء الضوء على جوانب أخري من جوانب عظمته صلى الله عليه وسلم ، حتى يعرف القريب والبعيد ، والعدو والصديق ، شرف نبينا صلى الله عليه وسلم ، زاده الله عز وجل تشريفًا وتكريمًا ، و صلى الله عليه وعلى أله وسلم تسليمًا ، كما أرجو الله أن يتقبل من أخينا صلاح عامر رسالته ، وأن يجعلها في ميزان حسناته ، وأن ينفع بها المسلمين ، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين كتبه د. أحمد فريد