كتاب مذكرات رضيعة

تأليف : سناء شعلان

النوعية : مجموعة قصص

كتاب مذكرات رضيعة  بقلم سناء شعلان....مذكرات رضيعة: صدرت هذه المجموعة القصصية للأديبة د. سناء شعلان في عام 2006عن نادي الجسرة الثقافي في قطر. هذه المجموعة القصصية كما تقول كاتبتها سناء شعلان في الصفحة الثالثة منها إنّها كُتبتْ بالدّم، وهي مجموعة قصصية تسجيلية لأحداث حقيقية تروي معاناة بعض ضحايا  تفجيرات العاصمة الأردنية في 9/11/2005م، حيث فجّر أكثر من إرهابي أنفسهم في ثلاثة فنادق أردنية كبيرة،كان في إحداها عرس تحوّل إلى مذبحة شنيعة،سقط فيها الكثير من الضحايا. المجموعة تحتوي على 23 قصة قصيرة، تروي أحداثاً حقيقية، وتُسرد القصص بالأسماء الحقيقية لضحاياها، كما أنّها تُسرد بتقنيات سردية متعدّدة، تغطي مساحات زمنية كبيرة، تتجاوز ليلة الانفجارات المشؤومة. فالقصص تُروى أحياناً بسرد لاحق أو سابق أو متوازي مع الحدث، كما أنّ أصوات الرواة تتعدّد في المجموعة، فهناك الراوي العليم في بعض القصص، وهناك الراوي المشارك في الحدث في قصص أخرى، وفي أحيان أخرى هناك الراوي الشاهد أو البطل. القصص تستثمر مساحات فنتازية وتخيلية كبيرة؛ لتسلّط الضوء في النهاية على عظم معاناة الضحايا، وتصوّر هول الفجيعة، وبشاعة الجريمة. وهي في النهاية تخلص إلى قيمة إنسانية جمالية، تتلخّص في إعلاء قيمة الحياة مقابل التنديد بالموت والاستهتار بحياة الإنسان لاسيما المدنيين المسالمين منهم. هذه المجموعة القصصية تصلح لأن تُعدّ رواية بفصول متعدّدة، لحمتها الأساسية هي التفجيرات في عمان عشية يوم 9/11/2005م، ومحورها الرئيس هو رصد المعاناة والموت والفجيعة؛ فالقصص جميعاً ذات وحدة موضوعية واحدة، فهي تبدأ بالفرح المذبوح في ليلة زفاف العروسين الأردنيين أشرف ونادية اللذين لم يتمّ زفافهما في تلك الليلة المشؤومة بل مزّقهما الحزن على ضحايا العرس أمواتاً وجرحى ومروّعين من العائلة والأقارب والأصدقاء، انتهاء بزفاف هبة غزالة وشكري عازر اللذين تحدّيا الموت والإرهاب، وأقاما زفافهما متحديان الألم والحزن في إحدى قاعات الفنادق المغدورة في أربعاء التفجيرات. ولمّا كان الإرهاب الغاشم لا يعرف وطناً أو رحمة، ولا يميّز بين صغير أو كبير، أو بين ضيف أو مواطن أو مغتربٍ، فقد كان الضحايا من جنسيات شتّى، فهناك العروسان والأهل الأردنيون، وهناك الفنان العالميّ المبدع ذو الأصول السوريّة، وهناك التاجر الفلسطيني الكادح، وهناك الطالب والطالبة البحرينيان اللذان جاءا في رحلة نأي طويلة عن الأهل والوطن في سبيل تحصيل العلم، وهناك السائح القطري الذي جاء ليقتنص لحظات الراحة بعد شهور من العمل والجدّ،وهناك المقاتل الفلسطيني ذو التاريخ الكفاحي الطويل، وهناك الشقيق العراقي الذي هرب من بلاده حيث الموت وحروب العصابات ليجد الإرهاب في انتظاره. فالمجموعة ذات البعد التسجيلي تمتدّ على مساحات شعورية إنسانية كبيرة ترصد أحزان ضحايا أُغتيلوا ببشاعةٍ دون ذنبٍ سوى أنّهم كانوا يبحثون عن لحظة سعادة واستجمام؛ لذلك فالقصص تقترب من أدقّ تفاصيل حياة الضحايا،وترصد جزيئات حياتهم اليومية،وتسجّل أحلامهم وأمنياتهم التي ذرّاها الإرهاب رماداً، وأطعمها للنسيان، وهي بذلك تدين –دون شكّ- الإرهاب شرّ إدانةٍ، فلا مسوّغ في الدنيا لهدر حياة إنسانٍ بريءٍ، أو ترويع آمن.

شارك الكتاب مع اصدقائك