إلى أي حد نستطيع أن نتنبأ باتجاهات التطور داخل روسيا؟ هذا سؤال لا يغرينا به مجرد حب الاستطلاع العقلي ولا الشغف بمعرفة الطوالع السياسية، وإنما يدفعنا إليه باعثان لهما نصيبهما من الرجحان،
الأول أن مستقبل شعب عظيم موهوب قد انقطعت علاقته قرابة ثلث قرن بسائر العالم الحر مثل الشعب الروسي لا يمكن أن يكون موضوعا لا يؤبه له، والثاني أن محاولات روسيا بناء مجتمع جديد قد جرت على الملايين ألوانا من الشقاء لا نظير لها. هل تنشق غدا عن عشرات من الإمارات والولايات المتحدة كما كانت قبل أن توحدها فتوح القياصرة؟ هل تصبح روسيا الحمراء بين الأمم بيضاء ناصعة البياض؟