كتاب مسرحيتان من الأدب الألماني

تأليف : غونتر غراس

النوعية : مسرحيات وفنون

كتاب مسرحيتان من الأدب الألماني: الطباخون الأشرار و الجرة المكسورة بقلم غونتر غراس ....1-مسرحية “الطباخون الأشرار” هي ثالث أعمال الأديب الألماني المعاصر جونتر جراس المعروف بوصفه روائيا وشاعرا بالإضافة لكونه كاتبا مسرحيا· كتب جونتر جراس هذه المسرحية في باريس عام 1956، وتم عرضها للمرة الأولى في برلين الغربية عام

 1961· “والطباخون الأشرار” التي نقدمها في هذا العدد تثير عند كل من يقرؤها تساؤلا: هل تنتمي هذه المسرحية لمسرح اللامعقول؟ وقد نقصد بمسرح اللامعقول ذلك النوع من المسرح الذي يعطي نقدا لاذعا للمجتمع ويعرض في المقام الأول صورة للموقف الإنساني اللامعقول في العالم· ولم يتميز هذا المسرح بعدم موضوعيته فقط، بل بالصيغ التي تتناسب مع الموضوعية أيضا·وتدور أحداث المسرحية حول خمسة طباخين أشرار، الرئيس بتري ومساعديه: جرون وبني وشتاخ وشتيفان، الذي يحمل اسم فاسكو أيضا الجميع يعملون في مطعم شوستر، أما قضيتهم فهي سمعتهم بوصفهم مجموعة من الطباخين· كما نرى أحد الزبائن وهو هربت شمنسكي ويحمل لقب الكونت، الذي أعد طبخة وجدت نجاحا باهرا لدى زبائن السيد شوستر، وهو حساء أطلق عليه الزبائن” حساء الرماد”، لذلك قرر الطباخون أن يعرفوا وصفة هذا الحساء حتى ولو بالقوة· لقد عانى الكونت من شر الطباخين وقد كانت نهايته بالانتحار· إن هدف المسرحية ليس وصف الطباخين الأشرار، بل هو عرض النهاية الحزينة للكونت بالأحرى للإنسان الشاعري·2- أما “الجرة المكسورة” والتي استوحى فيها المؤلف فكرة كتابة هذه المسرحية من لوحة محفورة على النحاس لفنان يدعى ليفو تحمل اسم “القاضي” أو “الجرة المكسورة”· تقع أحداث الملهاة في هولندا في نهاية القرن السابع عشر، وهي مثال رائع لاتباع قوانين بناء الملهاة، فالعناصر الشكلية للبنية التحليلية، وتمركز الأحداث حول شخصية محورية، وكذلك الحفاظ على وحدة المكان والزمان والأحداث· كل هذه العناصر تظهر العلاقة الوثيقة لملهاة “الجرة المكسورة” بدراما الملك أوديب التي تعتبر المثال الأول للمأساة الدرامية·تقع أحداث المسرحية في إحدى قرى هولندا، حيث آدم قاضي القرية المجروح في قدمه ورأسه في موقف حرج ذات صباح، فمستشار القضاء فالتر القادم من أوترشت يريد أن يراجع أعمال المحكمة وخزينتها، وقبل وصول المستشار يستحلف آدم كاتبه لشت على أن يغض الطرف عن أحداث وقعت في الليلة السابقة، أحداث لا يستطيع الكاتب لشت أن يتبينها تماما، ولأن اليوم هو يوم المحكمة والجلسات فقد حضرت السيدة مارتا رول ودخلت قاعة المحكمة لتقاضي روبرشت تومبل خطيب ابنتها إيفا لأنه - حسب روايتها - حطم جرتها العزيزة عليها وكما يتضح لقارئ الملهاة من خلال الأحداث لم يكن روبرشت هو الذي كسر الجرة، وإنما هو قاضي القرية آدم عينه الذي زار إيفا في الليلة السابقة خلسة محاولا أن يبتز الحب منها·

شارك الكتاب مع اصدقائك